الخميس, 30 أكتوبر 2025 08:05 PM

تزايد شكاوى سكان ضواحي دمشق من انتشار الكلاب الشاردة وتفاقم حوادث الهجوم

تزايد شكاوى سكان ضواحي دمشق من انتشار الكلاب الشاردة وتفاقم حوادث الهجوم

يشكو سكان ضواحي دمشق وريفها من تفاقم مشكلة انتشار الكلاب الشاردة في الأحياء السكنية، الأمر الذي أثار قلق الأهالي بشكل خاص بعد تكرار حوادث مهاجمة الأطفال والمارة، مع غياب ملحوظ لأي إجراءات فعالة من الجهات المعنية للحد من هذا الانتشار.

في مناطق مثل سبينة والحجر الأسود والمعضمية ويلدا واليرموك وحرستا، تتجول العشرات من الكلاب في الشوارع على شكل مجموعات ليلًا، وفقًا لما أكده الناشط المحلي علاء الأحمد من منطقة الحجر الأسود في حديثه لـ سوريا 24، مشيرًا إلى أن نباح الكلاب أصبح مستمرًا طوال الليل، وأن بعضها أصبح عدوانيًا يهاجم المارة وحتى القطط التي بدأت تختفي من الأحياء.

وأضاف الأحمد أن الأهالي في عدة مناطق، خاصة في اليرموك، تواصلوا مع جمعية محلية متخصصة بالحيوانات، قامت بنقل عدد محدود من الكلاب، ولكنه أشار إلى أن "الخدمة لم تكن مجانية، إذ طلبت من الأهالي دفع تكلفة البنج أثناء تخدير الكلاب". وأوضح أن المجالس المحلية تعاني من "صراع مع جمعيات حماية الحيوان"، حيث يرى بعض أعضاء هذه الجمعيات أن التعامل مع الكلاب يجب أن يكون إنسانيًا ويعتمد على التعقيم أو النقل، بينما يرى الأهالي أن الأولوية يجب أن تكون لحماية حياة الناس وسلامتهم.

ويشير الأحمد إلى أن "الكلاب تتكاثر بسرعة كبيرة، خاصة في المناطق المدمرة أو المهجورة التي أصبحت مأوى لها، مثل أجزاء من الحجر الأسود والمعضمية"، لافتًا إلى أن غياب حملات التعقيم أو المكافحة المنظمة فاقم المشكلة.

في المقابل، يقول أحد سكان بلدة قدسيا إن "الأهالي يخشون خروج أطفالهم ليلًا وحتى في الصباح الباكر، بسبب انتشار الكلاب قرب المدارس والحدائق العامة"، مضيفًا أن "النباح المتواصل بات مصدر إزعاج دائم للسكان، وخاصة كبار السن والمرضى".

ويرى عدد من الأهالي أن "التعامل مع الظاهرة يجب أن يكون متوازنًا، فبين الدعوات إلى قتل الكلاب بحجة الخطر، وبين الأصوات المدافعة عنها باسم حقوق الحيوان، تضيع المعالجة الفعلية التي تضمن سلامة الناس والحيوانات في آن واحد".

وفي حين تلجأ بعض الدول إلى تعقيم الكلاب الشاردة للحد من تكاثرها دون اللجوء إلى القتل، يؤكد الأهالي أن مثل هذه الإجراءات لم تُنفّذ في ريف دمشق، مطالبين بخطة مشتركة بين البلديات والجمعيات لتأمين مأوى للكلاب الخطرة، وتنظيم حملات توعية لتجنب التعامل العشوائي معها.

وفي السياق ذاته، أعلن وزير الإدارة المحلية والبيئة محمد عنجراني قبل أيام عن إجراءات جديدة للتعامل مع الكلاب الشاردة التي تجوب شوارع المدن والبلدات السورية، وتضمنت تصريحاته تجميع الكلاب الشاردة من قبل البلديات وتسليمها إلى الجمعيات المختصة، برعاية جمعية حقوق الحيوان، من أجل تلقيحها وتعقيمها، وترحيل الكلاب إلى مراكز آمنة محددة، تحت إشراف فرق من وزارة الزراعة ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وجمعيات الرفق بالحيوان، التي ستتولى رعايتها طيلة فترة حياتها، ثم إعادة إطلاق عدد محدود من الكلاب المسالمة والمُلقَّحة إلى مناطقها الأصلية، حفاظاً على "التوازن في البيئة".

ورغم هذا الإعلان، لا يزال سكان ضواحي دمشق وريفها يشكون من تفاقم الظاهرة، حيث تزداد أعداد الكلاب الشاردة يومًا بعد يوم، خاصة في المناطق التي تضررت بفعل الحرب أو ما زالت تفتقر للخدمات. ومع تباين المواقف بين السكان وجمعيات الرفق بالحيوان، تبقى ظاهرة الكلاب الشاردة في ضواحي دمشق وريفها ملفًا مفتوحًا، يزداد تعقيدًا يومًا بعد آخر، في ظل غياب حلول حقيقية توازن بين السلامة العامة والاعتبارات الإنسانية.

مشاركة المقال: