أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" عن تنفيذه 38 عملية استهدفت ما وصفها بـ"ميليشيا PKK"، في إشارة إلى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وذلك في مناطق متفرقة من شمال شرقي سوريا خلال 70 يومًا. جاء ذلك في إحصائية نشرها التنظيم في العدد 517 من صحيفته الأسبوعية "النبأ" الصادر في 16 تشرين الأول.
وفقًا للصحيفة، توزعت العمليات على ثلاث مناطق ضمن ما أسماه التنظيم "ولايات الشام": 29 عملية في دير الزور (الخير)، وخمس في الرقة، وأربع في الحسكة (البركة). وأفاد التنظيم بأن هذه العمليات أسفرت عن مقتل وإصابة 53 عنصرًا من القوات المستهدفة، بينهم قياديان.
أبرز العمليات المعلنة
ذكرت صحيفة "النبأ" أن مقاتلي التنظيم استهدفوا آلية عسكرية بعبوة ناسفة في بلدة محيميدة في 14 تشرين الأول، مما أدى إلى تضررها. كما قصفوا في اليوم نفسه موقعًا لـ"قسد" في بلدة البحرة بقذائف صاروخية ورشاشات ثقيلة.
وفي الرقة، أشار التنظيم إلى تنفيذ هجومين منفصلين خلال الأسبوع نفسه، استهدف أحدهما صهريج نفط تابعًا لقوات سوريا الديمقراطية في قرية المناخر، مما أدى إلى تضرره، بينما تسبب الهجوم الآخر قرب قرية تل السمن بإصابة عنصرين بجروح.
كما أشارت الصحيفة إلى كمين مسلح قرب بلدة البحرة في 18 تشرين الأول، أسفر عن مقتل خمسة عناصر وإصابة آخرين، بالإضافة إلى اقتحام مقر عسكري قرب قرية البريهة في اليوم التالي، مما أسفر عن مقتل ستة عناصر آخرين.
وفي دير الزور، أعلن التنظيم مسؤوليته عن اغتيال قيادي في "قسد" ببلدة الجرذي شرقي المحافظة في منتصف أيلول الماضي، زاعمًا أنه "متورط في جرائم بحق المسلمين".
تأتي إحصائية تنظيم "الدولة" بعد أسابيع من تصاعد وتيرة الهجمات التي يتبناها التنظيم في مناطق نفوذ "قسد"، خاصة في ريف دير الزور الشرقي، حيث يشهد المنطقة نشاطًا متزايدًا لخلايا التنظيم، على الرغم من الحملات الأمنية المتكررة التي تشنها "قسد" بدعم من التحالف الدولي. وبحسب ما نشرته صحيفة "النبأ" تركزت الهجمات الأخيرة على الكمائن وتفجير العبوات الناسفة واستهداف الدوريات والآليات العسكرية.
وتأتي هذه العمليات في وقت يحذر فيه الخبراء من تزايد خطر التنظيم في سوريا. فبحسب تحليل صادر عن "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى"، لا يزال تنظيم "الدولة" يشكل خطرًا على الأمن في سوريا، وعلى الرغم من الضعف الحالي للتنظيم، فإن استبعاد الخطر الذي يشكله سيكون خطأ، كما أن اتخاذ أي قرارات سياسية أمريكية على المدى القريب بناءً على هذا الافتراض سيكون خطأً أيضًا، بحسب التحليل.
عمليات مضادة
أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في 16 تشرين الأول، عن تنفيذ عمليتين أمنيتين في ريف دير الزور الشرقي، أسفرتا عن تفكيك خليتين تابعتين لتنظيم "الدولة الإسلامية" واعتقال عدد من عناصرهما.
وقالت "قسد" في بيان نشره مركزها الإعلامي إن وحدات "الكوماندوس" التابعة لها، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، نفذت العملية الأولى في قرية البريهة التابعة لمنطقة البصيرة، وتمكنت خلالها من اعتقال عنصر متهم بتنفيذ هجمات ضد القوات العسكرية والمدنيين في المنطقة.
وفي 1 تشرين الأول الحالي، أعلنت "قسد" اعتقال ثلاثة من عناصر التنظيم بريف دير الزور الشرقي في بلدة الطكيحي بريف دير الزور الشرقي.
كما أعلنت "قسد"، في 30 أيلول الماضي، قتل أحد قادة التنظيم في بلدة درنج بريف دير الزور، وإفشال هجوم على حاجز ببلدة أبريهة شرقي دير الزور، وقُتل خلال الاشتباك أحد عناصر "قسد" وأصيب اثنان آخران.
وكان المركز الإعلامي لـ"قسد" نشر، في 22 أيلول الماضي، حصيلة العمليات التي نفذتها ضد "التنظيم"، وقال إن مجمل العمليات المدعومة من التحالف بلغ 70 عملية بما فيها ثلاث عمليات تمشيط واسعة النطاق، ألقت خلالها القبض على 95 عنصرًا بينهم ثلاثة متزعمين.
في 30 أيلول، نفذت قوات التحالف الدولي بالتعاون مع "قسد" عملية إنزال جوي في بلدة الشحيل شرق دير الزور، أسفرت عن اعتقال مدنيين، وأكدت مصادر محلية لعنب بلدي حينها خلوّ البلدة من أي نشاط لتنظيم "الدولة الإسلامية". كما شهدت البلدة، في 2 من الشهر نفسه، عملية مشابهة لم تحقق أهدافها، إذ لم يُعتقل المطلوبون الذين قالت مصادر لعنب بلدي إنهم يتبعون للحكومة السورية.
ونفذت فرق العمليات العسكرية (TOL) التابعة لـ"قسد"، وبمشاركة قوات التحالف الدولي، عملية أمنية في بلدة المنصورة غربي مدينة الرقة، استهدفت تفكيك خلية تابعة لتنظيم "الدولة". ووفق بيان للمركز الإعلامي، جاءت العملية بعد رصد دقيق ومتابعة مستمرة لتحركات الخلية، إذ تم تحديد مكان اختبائها وفرض طوق أمني حوله، ما أسفر عن القبض على مطلوبَين من عناصر "التنظيم"، الأول باسم عبد الستار عبد الفتاح المحمد الملقب "أبي أميرة"، والثاني شقيقه محمد عبد الفتاح المحمد الملقب "أبي البراء"، وكلاهما من مدينة المنصورة، وفق البيان.
دمشق في صف “التحالف الدولي” لملاحقة تنظيم “الدولة”