شهدت مدينة جرمانا في ريف دمشق فجر اليوم الثلاثاء مواجهات مسلحة عنيفة بين مجموعات درزية ومحلية، أسفرت عن سقوط أكثر من عشرة قتلى وجرحى. اندلعت الاشتباكات على خلفية توترات مجتمعية أثارها تسجيل صوتي متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يزعم أن أحد المشايخ الدروز أدلى بتصريحات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
انتشر التسجيل الصوتي بسرعة كبيرة، ونُسب إلى الشيخ مروان كيوان من محافظة السويداء. التسجيل تضمن عبارات مسيئة للنبي محمد، مما أثار غضبًا واسعًا بين المسلمين والسوريين عمومًا. الشيخ كيوان نفى بشدة علاقته بالتسجيل، وأكد أن الصوت ليس صوته وأن التسجيل يهدف إلى إثارة الفوضى.
بعد انتشار التسجيل، تدخلت الأجهزة الأمنية السورية، وأصدرت وزارة الداخلية بيانًا رسميًا أكدت فيه أن التحريات الأولية أثبتت عدم صحة نسبة التسجيل إلى الشيخ كيوان، وأن التحقيق جارٍ لتحديد هوية المتحدث الحقيقي. رغم ذلك، لم يتوقف الغضب الشعبي، وتوجه مواطنون غاضبون إلى جرمانا واشتبكوا مع مجموعات درزية مسلحة، وامتدت الاشتباكات إلى محيط صحنايا.
استُخدمت أسلحة خفيفة ومتوسطة في الاشتباكات، واستُهدفت مواقع داخل المدينة، مما أثار الذعر بين المدنيين. حاول عناصر الأمن العام التدخل لفض الاشتباكات، لكنهم تعرضوا لكمين أسفر عن مقتل عنصرين. لم تصدر السلطات بيانات رسمية حول عدد الضحايا، لكن مصادر طبية أكدت أن العدد تجاوز العشرة، بينهم مدنيون.
الهيئة الروحية لطائفة الموحدين الدروز في جرمانا استنكرت الحادثة، ورفضت أي اعتداء على الذات النبوية، واعتبرت التسجيل "مشروع فتنة مدبر". كما أدانت الهجوم المسلح على جرمانا، وحملت الدولة مسؤولية حماية المواطنين.
مضافة رجال الكرامة بالسويداء أدانت التسجيل الصوتي، واعتبرته محاولة لإثارة الفتنة. محافظ السويداء أكد أن السلطات لن تسمح بالتطاول على الرموز الدينية، وأن المسيئين سيُحاسبون.
شيخ عقل الطائفة الدرزية يوسف جربوع دعا إلى الحكمة وضبط النفس، واستنكر الإساءات للنبي محمد، واعتبرها "تصرفات مرفوضة".
حذر سوريون من أن التسجيل قد يكون جزءًا من مخطط لزعزعة استقرار المجتمع السوري.
