الثلاثاء, 26 أغسطس 2025 10:17 PM

جريمة مروعة تهز الجزيرة السورية: وفاة معتقلين تحت التعذيب في سجون "قسد"

جريمة مروعة تهز الجزيرة السورية: وفاة معتقلين تحت التعذيب في سجون "قسد"

في سلسلة متواصلة من الانتهاكات المزعومة، أفادت تقارير بوفاة معتقلين اثنين في سجون "قوات سوريا الديمقراطية – قسد". الشابان، وهما من أبناء دير الزور، سلّمت جثتاهما إلى ذويهما بعد عام من الاعتقال، حاملتين آثار تعذيب مروعة.

الضحيتان، محمد خشان وعبد الرحمن العيسى، فارقا الحياة خلف القضبان، لتضاف قصتهما إلى سجل الانتهاكات التي تحدث بعيداً عن الرقابة والمحاسبة المستقلة.

تفاصيل الحادثة

أُعيدت الجثتان يوم الأحد، وأكدت مصادر أن إحدى الجثتين كانت "مفقوءة العينين"، بينما أظهرت الأخرى إصابات بالغة في الرأس نتيجة الضرب بأداة صلبة. أثارت هذه المشاهد غضباً واسعاً وأعادت إلى الأذهان ملف الانتهاكات بحق المعتقلين في مناطق سيطرة "قسد".

سياق أوسع من الانتهاكات

ليست هذه الحادثة الأولى من نوعها. فقد وثقت منظمات حقوقية خلال الأشهر الماضية عدة وفيات في السجون نتيجة التعذيب أو سوء المعاملة. ففي الرقة (تموز/يوليو 2025)، توفي شاب في أحد سجون "قسد"، وبررت الأخيرة الوفاة بجلطة دماغية، فيما أكدت عائلته وجود آثار ضرب واضحة على جسده. وفي دير الزور (حزيران/يونيو 2024)، سُلّمت جثتا شابين تظهر عليهما خياطات عشوائية وآثار جراح غير مبررة، ما اعتبر دليلاً على تعرضهما لتعذيب جسدي شديد. تشير هذه الوقائع إلى نمط متكرر من الانتهاكات، مما يضع "قسد" في مواجهة اتهامات بارتكاب جرائم قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

الموقف الحقوقي والإعلامي

على الرغم من خطورة الانتهاكات، لا تزال الأصوات الحقوقية خافتة، ويعاني الإعلام المحلي من قيود سياسية وأمنية تعيق كشف الحقائق. وتثار تساؤلات حول إمكانية توقف هذه الانتهاكات، وإمكانية إيجاد الجزيرة السورية لصوتها الحقيقي في الإعلام المحلي والعربي، وموقف المجتمع الدولي من ملف المعتقلين في شمال وشرق سوريا.

دعوات للمحاسبة

تتزايد المطالبات بفتح تحقيق دولي مستقل في ظروف وفاة المعتقلين، وتمكين المنظمات الحقوقية من الوصول إلى السجون وأماكن الاحتجاز في مناطق سيطرة "قسد"، والضغط على القوى المحلية والإقليمية الداعمة لـ"قسد" لاحترام المعايير الإنسانية ووقف الاعتقالات التعسفية.

مقتل محمد خشان وعبد الرحمن العيسى تحت التعذيب يمثل رسالة قاسية عن واقع مئات المعتقلين المجهولين في سجون "قسد". ويبقى السؤال: من سيمنح هؤلاء الضحايا صوتاً؟ ومتى ستتحول معاناتهم إلى قضية إنسانية تتصدر واجهة الإعلام وصناعة القرار الدولي؟

آية عبد اللطيف - زمان الوصل

مشاركة المقال: