السبت, 21 يونيو 2025 01:26 AM

حاضنة دمر: كيف تحمي 62 حرفة سورية تراثية من الاندثار وتدعم الحرفيين؟

حاضنة دمر: كيف تحمي 62 حرفة سورية تراثية من الاندثار وتدعم الحرفيين؟

منذ ست سنوات، تواصل حاضنة دمر المركزية للفنون التراثية دورها الحيوي في دعم 62 حرفة سورية تراثية متنوعة. تضم الحاضنة 35 مركزًا لتعليم وتدريب الشباب، وتوفر الدعم والمستلزمات الضرورية لاستمرار هذه الحرف والمراكز، والمحافظة عليها وتنميتها.

الحاضنة والتحديات التي تواجهها

أوضح مدير الحاضنة، لؤي شكو، أن الحاضنة تواجه تحديات تؤثر على مهامها الرئيسية في الحفاظ على الهوية السورية وتطوير الصناعات اليدوية. من بين هذه التحديات، خطر اندثار بعض الحرف العريقة مثل البروكار والزجاج اليدوي، مما يمثل خسارة للتراث السوري.

وأشار إلى أن ممارسات النظام السابق ساهمت في عزوف الحرفيين عن مزاولة حرفهم، من خلال الملاحقات الأمنية للكفاءات الشابة ووضع معوقات أمام استيراد مستلزمات الإنتاج، بالإضافة إلى فرض رسوم جمركية مرتفعة.

دور الوزارات الداعم للحاضنة

أكد مدير الحاضنة على أهمية دور الوزارات في تطوير عمل الحاضنة وزيادة كفاءتها، من خلال وضع رؤية اقتصادية متكاملة. تقع على عاتق وزارة الاقتصاد والصناعة مسؤولية تأمين الظروف الملائمة للحرفيين، بينما تتولى وزارة السياحة مسؤولية الترويج والتسويق للمنتجات التراثية. كما يجب حماية حقوق الملكية الفكرية للحرفيين من خلال وزارتي الثقافة والشؤون الاجتماعية والعمل، والمساهمة في المشاركة في المعارض الخارجية.

الحاضنة واستيراد المواد الأولية

تتميز الحاضنة بامتلاكها التراخيص التجارية والصناعية والحرفية والسياحية، وتؤمن للحرفيين مركزًا تجاريًا لاستيراد المواد الأولية بأسعار مخفضة. وستزداد فعالية هذا الأمر بعد تطبيق اتفاقية الطاقة التي تخفض أعباء الإنتاج.

منتج الحاضنة وصك الملكية

ما يميز المنتج التراثي في الحاضنة هو امتلاكه صك الملكية، الذي يتضمن تفاصيل دقيقة عن القطعة، مثل عدد ساعات العمل، واسم الحرفي، وبلد الصنع، والمواد المستخدمة. هذا يرفع من قيمة المنتج ويعتبر شهادة أصالة، ووثيقة مطلوبة في الأسواق الأوروبية لشراء التحف التراثية.

منح قروض لحرفيي الحاضنة

هناك توجه لمنح الحرفيين داخل الحاضنة قروضًا مدعومة من أحد البنوك لتمويل شراء مستلزمات الإنتاج وتنفيذ العقود الكبيرة والمشاركة في المعارض الخارجية. الحاضنة قادرة على تقديم ضمانات للبنوك بعدم إخراج أي معدات للحرفي من الحاضنة حتى سداد القرض.

حرفيو التكية وعودتهم إليها

تم نقل قرابة 60 حرفيًا من التكية السليمانية بدمشق إلى الحاضنة بشكل مؤقت في زمن النظام السابق، وتم تخصيص مشاغل لهم، معظمها مقفلة اليوم. هناك خطط مستقبلية لعودة عدد منهم إلى التكية مجددًا.

أهمية اتفاقيات الطاقة

اتفاقيات استثمار الطاقة الموقعة مؤخرًا سيكون لها أثر بالغ في واقع عمل الحرفيين في سوريا، ولا سيما في الحاضنة، من خلال تخفيض تكاليف الكهرباء والوقود، مما سيسهم في تسهيل العمل داخل الورشات الصغيرة والمتوسطة ويحفز الحرفيين على زيادة نشاطهم الإنتاجي.

أكد الحرفي خالد مصباح السقا على الدور الكبير الذي تقوم به الحاضنة في المحافظة على صناعة اللباس الشعبي الدمشقي. ودعا المواطنين إلى زيارة الحاضنة والتعرف على الحرف التي تحتويها.

أوضح الحرفي بسام صيداوي أن حرفة الجلديات قديمة جدًا ويتم تعليمها للأبناء كي لا تندثر. وأكد أن الحاضنة تعمل على رعاية المهن التراثية والشعبية وتقديم الدعم اللازم للحرفيين.

مشاركة المقال: