لم يكن موسم الزيتون الحالي في حماة على النحو الذي يأمله المزارعون والأهالي، على عكس معظم المحافظات المنتجة الأخرى. يعتمد الكثير من سكان الريف على زراعة أشجار الزيتون لتأمين احتياجاتهم المنزلية، ولكن انخفاض الإنتاج هذا العام حال دون ذلك، مما اضطر العديد من العائلات لشراء الزيتون والزيت بأسعار مرتفعة بسبب قلة المعروض وزيادة الطلب، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
رصدت "الحرية" ارتفاع أسعار زيت الزيتون في مدينة حماة وريفها بعد بدء المزارعين والأهالي بعصر محصولهم القليل. ارتفع سعر "بيدون" الزيت الجديد إلى مليون ليرة، بينما يباع البيدون من العام الماضي ما بين ٧٠٠ إلى ٨٠٠ ألف ليرة.
ضغط إضافي
يشكل ارتفاع سعر زيت الزيتون في بداية الموسم ضغطاً إضافياً على العائلات، كونه مادة أساسية. وتؤكد السيدة منال الحسن، وهي في الأربعينيات من عمرها، أن عائلتها تمتلك كرم زيتون كان ينتج ما يقارب ١٥ بيدون زيت زيتون على الأقل، لكنها لم تتمكن هذا العام من عصر سوى كميات قليلة لا تكفي حاجة المنزل. وتضيف: "رغم اهتمام عائلتي بكرم الزيتون، الذي يعد مصدر رزقنا الوحيد، إلا أن الإنتاج هذا الموسم كان منخفضاً جداً بسبب الجفاف، مما سيضطرني لشراء زيت الزيتون على خلاف العادة لتلبية احتياجات عائلتي".
وأشار الفلاح محمد الوسوف إلى اعتماده على موسمي التين والزيتون، لكن كلا المحصولين تضررا هذا العام بشكل كبير، مطالباً باتخاذ إجراءات لدعم مزارعي الزيتون ومراقبة الأسواق لتمكين العائلات الفقيرة من شراء الزيت.
أسعار مرتفعة
تواصلت "الحرية" مع بعض تجار زيت الزيتون في حماة لمعرفة واقع حركة البيع والشراء. وأوضح التاجر غازي محمود وجود ركود واضح في السوق حالياً بسبب قلة الكميات المنتجة وزيادة الطلب، متوقعاً ارتفاع الأسعار نتيجة النقص والاحتياجات الكبيرة، إلا في حال ضخ كميات كبيرة من أسواق إدلب أو استيرادها من بلدان مجاورة.
يوافقه الرأي التاجر ابراهيم حماد، الذي بدأ في شراء زيت الزيتون من المزارعين الذين لديهم كميات إضافية بأسعار مرتفعة، مما سيؤدي إلى ارتفاعه في الأسواق قريباً. وأشار إلى أن هذا الموسم مختلف كلياً عن المواسم السابقة بسبب انخفاض الكميات المنتجة، وهو ما لم يحدث منذ عقود في أسواق حماة وسوريا عموماً. ففي السابق، كان النقص في حماة يعوض من أسواق الساحل أو إدلب أو حلب، ولكن هذا العام الإنتاج منخفض في جميع المحافظات، مما سيؤثر سلباً على المستهلك والتاجر والاقتصاد المحلي نتيجة انخفاض تصدير هذا المنتج، الذي كان يصنف ضمن أفضل الأصناف عالمياً، مما يحرم الخزينة من العملة الأجنبية.
انخفاض بنسبة ٤٠٪
أوضحت مديرية الزراعة في محافظة حماة، على لسان مديرها المهندس صفوان المضحي، أن المساحة الكلية المزروعة بأشجار الزيتون في المحافظة بلغت 72,703 هكتارات، مشكلة نسبة 56% من إجمالي المساحات المشجرة. وأشار المهندس المضحي إلى أن تقديرات الإنتاج الأولية للموسم الحالي بلغت حوالي 51,272 طنًا، أي بانخفاض يقدر بحوالي 40% مقارنة بالموسم السابق، ويعود ذلك إلى حالة الجفاف التي سادت خلال فترة الإزهار، وقلة الرطوبة الأرضية النسبية نتيجة تأخر هطول الأمطار.
وأكد المهندس صفوان المضحي أن مديرية الزراعة تتابع عن كثب واقع الموسم الزراعي، مع العمل على تقديم الدعم الفني والإرشادات الزراعية اللازمة للمزارعين بما يضمن تحقيق أفضل إنتاج ممكن وجودة عالية للمحصول رغم الظروف الجوية السائدة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية