الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 01:43 PM

حمص القديمة: تحديات الخدمات والبنية التحتية تعيق عودة الحياة رغم الجهود المبذولة

حمص القديمة: تحديات الخدمات والبنية التحتية تعيق عودة الحياة رغم الجهود المبذولة

لا تزال أحياء حمص القديمة، بما في ذلك البياضة، جورة الشياح، دير بعلبة، والخالدية، تواجه صعوبات جمة في مجالات البنية التحتية والخدمات الأساسية، وذلك على الرغم من العودة التدريجية للسكان والمبادرات الخدمية التي أطلقتها الجهات الرسمية.

تحديات المياه والصرف الصحي في الأحياء المتضررة

أكد إحسان أتاسي، أحد سكان مدينة حمص، في حديث لمنصة إخبارية، أن الأحياء المتضررة مثل البياضة وجورة الشياح تعاني من نقص حاد في المياه وتدهور في شبكات الصرف الصحي. وأوضح أن ضعف ضخ المياه يعيق وصولها إلى بعض المناطق بسبب التسربات أو مشاكل التوصيل، مما يضطر السكان إلى الاعتماد على صهاريج مياه غير آمنة، الأمر الذي أدى إلى حالات تسمم نتيجة التلوث. كما أشار إلى غياب الإنارة في الشوارع، مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية، مؤكدًا أن إعادة تأهيل البنية التحتية يواجه تحديات مالية كبيرة تتجاوز قدرات المحافظة. واقترح إنشاء صندوق تشاركي يجمع رجال الأعمال والمغتربين لتمويل مشاريع إعادة تأهيل شبكات المياه، مشددًا على أن الشفافية في إدارة هذا الصندوق ستحدث فرقًا ملموسًا.

جهود إزالة الأنقاض وتأهيل الطرق

تحدث أتاسي عن مبادرات محدودة لإزالة الأنقاض في الشوارع الرئيسية بالتعاون بين المحافظة والبلدية والدفاع المدني، لكنه أشار إلى أن بعض السكان يعيدون إلقاء الأنقاض في الطرقات بعد ترميم منازلهم، مما يعيد المشكلة إلى نقطة البداية. وأضاف أن الشوارع الفرعية لا تزال مدمرة، وأن وعود إعادة تأهيل الطرق الرئيسية لم تتحقق حتى الآن. كما أعرب عن أسفه لغياب مبادرات مجتمعية تدعم هذه الأحياء، مما يخلق فجوة اجتماعية داخل المدينة.

الوضع التعليمي في المناطق المتضررة

أوضح أتاسي أن المدارس في جورة الشياح والمنطقة المحيطة بجامع خالد بن الوليد مدمرة كليًا أو جزئيًا، وأن البيئة التعليمية غير آمنة للطلاب. وعلى الرغم من وجود دراسات أولية من المحافظة ومديرية التربية، فإن الترميم الفعلي محدود، وبعض الأعمال جارية في أحياء مثل القصور والخالدية دون خطة واضحة لباقي المناطق. وانتقد أتاسي تقاعس مجلس المدينة عن اقتراح مشاريع واضحة أو تأمين دعم من رجال الأعمال لتحسين الوضع التعليمي.

دور الجهات التطوعية ورجال الأعمال

اقترح أتاسي عدة مبادرات لدعم السكان، منها إنشاء "صندوق حمص للتعافي" يشرف عليه فريق من المحافظة والمجتمع المدني، ويُموَّل من رجال الأعمال والمغتربين لدعم مشاريع البنية التحتية. كما دعا إلى إطلاق منصة رقمية لعرض احتياجات الأحياء وتوثيق تنفيذ المشاريع، وتخصيص منح صغيرة للحرفيين وأصحاب المشاريع المنزلية. واقترح مبادرة "أكاديمية التعافي" لتدريب الشباب على تنفيذ المشاريع، مع تشكيل لجان أحياء لمراقبة المشاريع ونشر تقارير مالية شهرية لضمان الشفافية.

جهود مجلس المدينة لتحسين الوضع الخدمي

من جانبه، أوضح مصعب السلومي، مدير مجلس مدينة حمص، في حديث لمنصة إخبارية، أنه بالنسبة لأحياء حمص القديمة، يتم تلبية الشكاوى ضمن الإمكانات المتاحة، من خلال تعزيل المصارف المطرية ومعالجة بعض الهبوطات التي تظهر في الشوارع، إضافة إلى ترحيل بعض الأنقاض، وذلك لتسهيل عودة السكان وترميم منازلهم. كما ستبدأ هذا الأسبوع أعمال حملة "نورك يا حمص" لإنارة أحياء المدينة، وستكون البداية من أحياء حمص القديمة (باب هود، باب الدريب، باب تدمر، بني السباعي، باب السباع، جب الجندلي). أما بالنسبة لأعمال الزفت، فقد تمت دراسة وتجهيز أعمال الترميم في معظم أحياء المدينة، وسيُباشر العمل في المشروع قريبًا إن شاء الله. وفي ما يتعلق بواقع المجارير في أحياء حمص القديمة (باب هود، بني السباعي وجمال الدين، باب تدمر، باب التدريب، الحميدية، وادي السايح، وجزء من أحياء باب السباع والخالدية)، فإن طول الشبكة فيها يُقدَّر بنحو 300 كم، أي ما يعادل 25% من طول شبكة المدينة. وتتكوّن معظم هذه الشبكة من أقنية حجرية قديمة، وهي بحاجة إلى الاستبدال، وسوف تُدرَج عمليات الاستبدال حسب الأولوية. أما بالنسبة لأعمال ورشات الصيانة، فيتم يوميًا الاستجابة للشكاوى الواردة ومعالجتها، من خلال تسليك خطوط الصرف الصحي، إضافة إلى تسليك المجاري العامة ومعالجة الاختناقات داخل الشبكة، وفقًا للسلومي. كما تم زيادة عدد الحاويات وتوزيع حاويات جديدة في بعض أحياء حمص القديمة (باب هود، باب الدريب، بني السباعي، باب تدمر)، إضافة إلى جورة الشياح، وذلك لخدمة الكثافة السكانية التي شهدتها هذه الأحياء نتيجة عودة السكان وازدياد النشاط التجاري بعد التحرير. كما تم زيادة عدد عمال الكنس في مركز المدينة الذي يضم جميع أحياء حمص القديمة. وذكر السلومي أن هناك بعض الأماكن التي تشهد ضغطًا لا يمكن استيعابه وفق الآلية الحالية، نظرًا لحاجتها إلى عدد أكبر من الحاويات. لذلك، يُعمل حاليًا على مشروع الحاويات الذكية تحت الأرض، والذي وصل إلى مراحل التدقيق النهائي، باعتباره حلًا جذريًا لمشكلة النفايات في حمص القديمة. أما بالنسبة لموضوع رش المبيدات، فيتم العمل بالتنسيق مع لجان الأحياء، ويُنفذ الرش وفق الخطة السنوية لمجلس المدينة بمعدل مرتين شهريًا لكل حي، وقد تم الأسبوع الماضي، بناء على توجيه من رئيس المجلس، تكثيف حملات الرش، حيث أُطلقت حملة داعمة لرش المبيدات. وفي ما يخص مكافحة القوارض، حسب السلومي، هناك خطة متبعة من قبل المديرية تقوم على توزيع حصص من مبيدات القوارض على جميع الأحياء التي يُتوقع انتشار القوارض فيها.

مشاركة المقال: