الثلاثاء, 25 نوفمبر 2025 12:55 AM

خان أسعد باشا يحتفي بـ"ريشة وتراث": معرض يجسد الهوية السورية

خان أسعد باشا يحتفي بـ"ريشة وتراث": معرض يجسد الهوية السورية

دمشق-سانا: تجسيداً للتراث السوري الغني بمظاهره المادية واللامادية، استضاف خان أسعد باشا في دمشق القديمة معرضاً فنياً تراثياً بعنوان "ريشة وتراث" على مدار يومين. المعرض، الذي نظمته مديرية الثقافة بالتعاون مع فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في ريف دمشق ومؤسسة حلم دمشقي للحرف التقليدية، شهد مشاركة 43 فناناً تشكيلياً قدموا أكثر من 55 لوحة فنية، بالإضافة إلى 14 حرفة تقليدية.

الحرف والتراث: جزء لا يتجزأ من الذاكرة

ربا دياب، مديرة النافذة الثقافية في ضاحية قدسيا، صرحت لـ سانا بأن المعرض يأتي ضمن فعاليات يوم الثقافة السورية، بهدف إبراز أهمية التراث السوري باعتباره ذاكرة الأمة وتعبيرًا عن حضارتها. وأشارت إلى أن المعرض يضم أعمالاً فنية وحرفاً تقليدية، بعضها يواجه خطر الاندثار، ويوفر منصة تشجيعية للشباب والفنانين للمشاركة بلوحات مستوحاة من البيئة السورية.

فؤاد عربش، الباحث في التراث ومدير قسم الحرف في مؤسسة حلم دمشقي، أوضح أن المعرض يشتمل على حرف تراثية متنوعة مثل الفخار، النفخ وتشكيل الزجاج اليدوي، الحياكة بالعقد، الأرابيسك، الموزاييك، والرسم على الزجاج، بالإضافة إلى الدمى ومسرح العرائس وغيرها. وأكد أن الهدف من المشاركة هو دعم الحرف السورية لتظل مورداً اقتصادياً في المستقبل وحماية التراث الحرفي، وتعريف الجمهور بأهمية هذه الحرف.

محمد سليم المسوتي، عضو مؤسسة حلم دمشقي، أكد أن إقامة المعرض تحمل رسالة توعية للأجيال الجديدة بأهمية التراث السوري والحرف التقليدية، وذلك ضمن جهود المؤسسة لحماية الحرف المندثرة وتقديمها للمجتمع كجزء من الذاكرة الوطنية. وشدد على الدور التعليمي للمؤسسة في تدريب الشباب على الحرف الأصيلة وتعزيز ارتباطهم بالإرث الحضاري السوري.

الفن التشكيلي: مرآة لقضايا المجتمع

الفنان التشكيلي سهيل أبو حمدان، رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في ريف دمشق، وصف المعرض بأنه تظاهرة متميزة بالكم والنوع، خاصةً أنه يضم أعمال خريجين وقدامى ومنتسبين جدد للاتحاد. واعتبر أن المعرض يشجع الشباب على الانخراط في عالم الفن التشكيلي ويتيح لهم تقديم أعمال تعكس التراث والبيئة السورية وتلامس مشاعر الناس، من خلال لوحات تتناول موضوعات اجتماعية وتاريخية ورمزية، بالإضافة إلى أعمال مستوحاة من ريف دمشق وقضايا إنسانية مثل الثورة السورية والمعتقلين.

آراء الحرفيين المشاركين

عبّر عدد من الحرفيين المشاركين عن أهمية مشاركتهم في هذه الفعالية، مثل الحرفي مأمون حلاق المتخصص في خراطة الخشب التقليدية، وهزار الأيوبي المختصة بصناعة الكروشيه والدمى المحشوة بأشكال متعددة، وعبير أبو حمود التي تعمل في فن العقد، بهدف التعريف بتاريخ الحرفة وتشجيع الشباب على تعلمها. وأوضحوا أن الفن مجال واسع للإبداع ويحتاج إلى دعم أكبر لضمان استمراره من خلال اكتشاف المواهب الشابة وتوجيهها للحفاظ على التراث السوري.

يأتي المعرض ضمن جهود وزارة الثقافة والجهات العامة والخاصة المهتمة بالشأن الثقافي والفني لتوثيق التراث السوري وتقديمه بصورة حضارية ومبتكرة، تحمل روح الأصالة والتجديد الفني.

مشاركة المقال: