الخميس, 11 سبتمبر 2025 06:47 PM

دعوة إلى السلام والمحبة: أسس بناء مجتمعات متحضرة ونبذ التعصب

دعوة إلى السلام والمحبة: أسس بناء مجتمعات متحضرة ونبذ التعصب

بقلم: المهندس باسل قس نصر الله

السلام هو الغاية الأسمى التي يسعى إليها البشر، وهو الأساس الذي تقوم عليه المجتمعات المتحضرة. وقد حدد البابا يوحنا بولس الثالث والعشرون عوامل السلام الأساسية في أربعة متطلبات للروح البشرية: الحقيقة، العدالة، المحبة، والسلام.

هذه المبادئ تشكل الركيزة الأساسية لبناء عالم خالٍ من النزاعات، عالم يسوده السلام والمحبة بين جميع الأفراد. ففي جميع الأديان السماوية، نجد دعوة قوية للسلام والمحبة، إذ لا يوجد دين يحث على البغض أو التعصب، بل تركز الأديان على قيم المحبة والسلام والصبر.

على الرغم من ذلك، نشهد في وقتنا الحاضر ظاهرة غريبة، حيث تسود بعض التصرفات الضيقة الأفق والمتعصبة التي كانت في الماضي على الهامش، ولكنها أصبحت اليوم في مواقع مؤثرة. هذه الظاهرة تؤثر سلبًا على الروح الحقيقية للأديان، وتبتعد عن قيم التسامح والمحبة.

في الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما جعل الاستئذان من أجل النظر"، مشيرًا إلى أهمية الاحترام والخصوصية في العلاقات الإنسانية. كما قال صلى الله عليه وسلم: "أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم". هذا الحديث يعكس أهمية السلام كوسيلة لتوطيد العلاقات وتأسيس المودة بين الناس، حيث إن السلام ليس مجرد غياب للحروب، بل هو احترام متبادل.

في عالمنا اليوم، أصبحنا نعيش في مجتمعات متعددة الثقافات والأديان، مما يوجب علينا تجاوز الحدود العرقية والدينية والعمل على نشر قيم التسامح. فإذا أردنا بناء عالم أفضل، علينا أن نركز على الاحترام المتبادل، لأن الاختلاف لا يعني العداء، بل هو فرصة للتعاون.

الوقت اليوم يتطلب إعادة النظر في التصرفات المتعصبة والعمل على نشر ثقافة الحوار والمصالحة. فالسلام والمحبة هما السبيل لتحقيق الرفاهية والازدهار للبشرية جمعاء.

اللهم اشهد بأنني بلّغت (موقع اخبار سوريا الوطن-2)

مشاركة المقال: