الثلاثاء, 9 سبتمبر 2025 12:25 PM

زراعة 'البونيكام' في الحسكة: حل مبتكر يدعم مربي الماشية ويواجه تحديات الأعلاف

زراعة 'البونيكام' في الحسكة: حل مبتكر يدعم مربي الماشية ويواجه تحديات الأعلاف

في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية في الجزيرة السورية، نتيجة تراجع الأمطار وارتفاع أسعار الأعلاف التقليدية، ظهرت تجربة زراعية جديدة في ريف عامودا تحمل بصيص أمل للمزارعين.

تتمثل هذه التجربة في زراعة نبات "البونيكام"، الذي فتح نقاشًا واسعًا حول إمكانية اعتماده كحل عملي ومستدام لتوفير الأعلاف.

البونيكام هو نبات علفي معمر يتميز بقدرته على التكيف مع المناخ الجاف، ويحتاج إلى كميات مياه أقل مقارنة بمحاصيل أخرى مثل الشعير والبرسيم. وأكد مزارعون أن هذا المحصول يتميز بقيمته الغذائية العالية واحتوائه على نسب بروتين جيدة، مما ينعكس إيجابًا على صحة الحيوانات وزيادة إنتاجيتها من الحليب واللحوم.

المهندس الزراعي محمد العلي يشير إلى أن أهم ما يميز البونيكام هو استمراره لعدة سنوات دون الحاجة لإعادة زراعته، مما يقلل التكاليف السنوية على المزارعين ويمنحهم استقرارًا في تأمين العلف.

وفي حديث خاص لـ"سوريا 24"، قال المربي خالد من ريف عامودا: "بعد تجربة زراعة البونيكام هذا الموسم، لاحظنا تحسنًا في وزن الماشية وصحتها، إضافة إلى انخفاض تكاليف التغذية مقارنة بشراء الأعلاف الجاهزة. صحيح أن التجربة ما تزال في بدايتها، لكن نتائجها مبشرة جدًا".

وأوضح أن "أكبر مشكلة تواجه المربين اليوم هي ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة، وعدم توفر بدائل محلية، لذلك تجربة البونيكام منحتنا خيارًا جديدًا، وإن وجد دعم أوسع يمكن أن يحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المربين".

ورغم المؤشرات الإيجابية، يرى بعض المزارعين أن نجاح التجربة يحتاج إلى خطط أوسع لتعميمها، تشمل توفير البذور بكميات كافية، وتدريب المزارعين على طرق الزراعة الحديثة.

ويؤكد المهندس الزراعي محمد أن "زراعة البونيكام قد تشكل ركيزة أساسية في التكيف مع التغير المناخي، لكن الأمر يتطلب تكامل الجهود بين المزارعين، المؤسسات المحلية، والمنظمات الداعمة".

وبينما ينتظر المزارعون توسع التجربة وانتشارها على نطاق أوسع، تبرز تجربة عامودا كمثال عملي على أن الابتكار الزراعي يمكن أن يتحول إلى أداة بقاء وصمود في وجه الأزمات الممتدة منذ سنوات.

مشاركة المقال: