أكد الدكتور زياد أيوب عربش، الأكاديمي والمستشار الاقتصادي، أن مشاركة سوريا في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 في الرياض تمثل نقطة تحول هامة في طريق عودة دمشق إلى الساحة الاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك بعد فترة من العزلة.
وفي حديث لصحيفة "الحرية"، أوضح عربش أن المؤتمر يعتبر منصة عالمية بارزة للابتكار والاستثمار والتعاون الدولي، حيث يجمع قادة الحكومات وصناع القرار في الاقتصاد العالمي. ويشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 20 دولة و8 آلاف شخصية بارزة، من بينهم وزراء ومستثمرون كبار.
وأشار الدكتور عربش إلى أن حضور سوريا يعكس توجه البلاد نحو الانفتاح الاقتصادي والتكامل الإقليمي، ويمثل فرصة لعرض رؤيتها التنموية وجذب الاستثمارات الدولية على نطاق واسع، مما يشير إلى انتقال سوريا من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ الفعلي لاستراتيجيات الإصلاح والتنمية.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية تسعى، من خلال مجموعة من رجال الأعمال المقربين من القيادة السعودية وشركات أجنبية، إلى معالجة تحدي توفير التمويل السريع لإعادة إعمار سوريا نتيجة لنقص الموارد المالية، وذلك عن طريق إنشاء منصة تمويل موحدة لتنسيق الاستثمارات السعودية في سوريا، وتشجيع المستثمرين على التعاون في إطار مجلس الأعمال السوري- السعودي الذي تأسس حديثاً، عقب الإعلان عن مذكرات تفاهم بقيمة 24 مليار دولار في مجالات الطاقة والمياه والأمن السيبراني مع شركات كبرى مدعومة من القيادة السعودية وشركات خليجية أخرى. وأشار إلى إمكانية رفع الحظر الأمريكي في السنة الأولى لسقوط النظام البائد، مما قد يؤدي إلى عودة التحويلات وإعادة إعمار سوريا بشكل جذري.
وأكد الدكتور عربش أن مشاركة سوريا في هذا الحدث الدولي الهام تعزز حقيقة أن إعادة الإعمار لم تعد مجرد خطة مستقبلية على الورق، بل بدأت تتجسد في خطوات عملية، مما يعكس رغبة الدولة في فتح قنوات الاستثمار وتمويل المشاريع الاقتصادية من خلال شراكات مع القطاع الخاص والمؤسسات الدولية، مما يدل على وجود إرادة سياسية واضحة نحو البدء في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار.
كما أضاف أن توقع حضور عدد كبير من صناديق الاستثمار التي تدير أصولاً ضخمة يزيد من فرص حصول سوريا على التمويلات اللازمة في المستقبل القريب، خاصة مع توجه المنطقة نحو جغرافيا اقتصادية جديدة تدعم مثل هذه المبادرات.
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن زيارة الرئيس الشرع إلى الرياض تعكس رغبة سوريا في استعادة علاقاتها مع المجتمع الدولي كشريك فاعل، وليس مجرد متلقٍ للمساعدات، مما يعكس تحول النظرة الدولية إلى سوريا كدولة تسعى للاستفادة من الاقتصاد العالمي من خلال الاستثمارات والتعاون الدولي، بما يتماشى مع شعارات المؤتمر التي تركز على "إطلاق الازدهار".
وأكد أن مشاركة سوريا تأتي في ظل انفتاح إقليمي ودولي يدعم التكامل الاقتصادي ويعزز فرص دمج سوريا في شبكة الاقتصاد الإقليمية والدولية بشكل أكثر فعالية، مشيداً بدور المملكة العربية السعودية بقيادة سمو ولي العهد الملك محمد بن سلمان في دعم جهود إعادة بناء الاقتصاد السوري بطريقة مستدامة وشاملة.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية