أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة السورية عن تنفيذ حملة أمنية واسعة خلال شهر نيسان/أبريل 2025، أسفرت عن توقيف عدد من كبار الضباط والمسؤولين السابقين في الأجهزة الأمنية، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين خلال السنوات الماضية.
وفي مدينة حمص، أكدت مصادر أمنية مقتل العميد الطيار السابق "علي شلهوب" عقب اشتباكات دارت في حي وادي الدهب، بعد محاولة الأجهزة الأمنية إلقاء القبض عليه بناء على معلومات تفيد بمكان اختبائه. وبحسب المصادر، فقد أبدى شلهوب مقاومة عنيفة أثناء عملية الاعتقال، ما أدى إلى إصابة عدد من العناصر، ودفع القوات إلى اتخاذ قرار بتحييده حفاظاً على سلامة المدنيين. ويُعد شلهوب من أبرز الضباط الذين وُجّهت إليهم اتهامات بارتكاب جرائم ضد المدنيين، أبرزها استخدام البراميل المتفجرة في عدد من المناطق السورية، كما شغل مواقع حساسة في مطارات عسكرية عدة، أبرزها تفتناز وحماة، وكان من المشاركين في عمليات دعم جوية بالتنسيق مع القوات الروسية في قاعدة حميميم.
وفي سياق متصل، ألقت مديرية أمن اللاذقية القبض على "عروة سليمان" في كمين محكم، بعد سنوات من الملاحقة. وسبق أن ظهر في تسجيل مصوّر عام 2019 وهو يشارك في تعذيب أحد المدنيين في قلعة المضيق، في مشهد أثار موجة غضب واسعة حينها.
وفي تطور أمني آخر، أعلن مدير أمن دمشق، المقدم عبد الرحمن الدباغ، عن إلقاء القبض على "تيسير محفوض"، الضابط السابق في فرع الأمن العسكري (215)، بتهم تتعلق بتغييب عشرات المدنيين في العاصمة دمشق، لاسيما في أحياء المزة وكفرسوسة.
كما أكدت وزارة الداخلية إلقاء القبض على العميد "سليمان التيناوي"، أحد أبرز ضباط المخابرات الجوية سابقاً، في عملية أمنية جرت في محافظة اللاذقية. وواجه التيناوي اتهامات بالتورط في مجازر جماعية، ودعم مباشر لمجموعات مسلحة خلال قمع الاحتجاجات الشعبية.
وأكدت الوزارة أن هذه العمليات تأتي في إطار "مرحلة جديدة من محاسبة المتورطين في انتهاكات بحق المدنيين"، تمهيداً لإعادة بناء المؤسسات الأمنية على أسس قانونية وإنسانية.