يرى المهندس نضال رشيد بكور أن البلاد قد انتقلت من حقبة اتسمت بالظلم والطغيان إلى مرحلة جديدة رفعت شعارات الحرية والانفتاح، لكنها سرعان ما واجهت تحديات الفوضى. فبعد سقوط النظام، شهدت بعض جوانب الحياة تحسناً ملحوظاً، مثل توفر الكهرباء وتحسن الأسواق. ومع ذلك، امتلأت الشوارع بالمخالفات، وغابت القوانين وسط فوضى الازدحام المروري من مركبات ودراجات، بالإضافة إلى انتشار البسطات بشكل غير منظم.
ويضيف بكور أن الخوف قد اختفى، لكن الوعي لم يحل محله. فقد ارتفعت الأسعار، وتفشى الجشع بين الحرفيين والعمال، وغاب الضمير المهني. وأصبح الانفلات سلوكاً عاماً، وكأن المجتمع لم يتعود على ممارسة الحرية بمسؤولية. ويرى أن المشكلة اليوم لا تكمن في غياب السلطة، بل في غياب الانضباط الداخلي والوعي الجمعي الذي يوازن بين الحرية والنظام.
ويؤكد المهندس نضال رشيد بكور أن التحرر الحقيقي لا يتحقق بإسقاط القيود فقط، بل ببناء ضمير حي يحكم الأفعال قبل أن يحكمها القانون. وبين الاستبداد السابق والفوضى الحالية، يبقى الأمل معقوداً على وعي جديد يربط الحرية بالمسؤولية، والنظام بالكرامة.
(أخبار سوريا الوطن-2)