صور الأقمار الصناعية تكشف تفاصيل التوغل الإسرائيلي وبناء قواعد عسكرية في سوريا

كشفت صور الأقمار الصناعية أن الجيش الإسرائيلي حفر خندقًا بطول لا يقل عن 7 كيلومترات على طول الحدود بين مرتفعات الجولان المحتلة وجنوب سوريا منذ منتصف أغسطس الماضي. وأظهر تحليل لصحيفة *فاينانشال تايمز* أن عرض الخندق يصل إلى 20 مترًا في بعض المواقع، فيما تتخطى آثار الحفر الحدود إلى داخل الأراضي السورية في نهاية الجزء الشمالي منه. وأفادت الأمم المتحدة، على لسان مبعوثها الخاص إلى سوريا غير بيدرسن، أن قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) لاحظت نشاطات إنشائية إسرائيلية قرب منطقة الفصل المنزوعة السلاح، حيث شوهدت دبابات إسرائيلية وجرافات تتجاوز خط وقف إطلاق النار.
شخص مطلع أشار إلى أن قوات حفظ السلام رصدت تعزيزات إسرائيلية دفاعية في الجولان المحتل بالقرب من مناطق تشهد أعمال حفر. كما أضاف حيد حيد، الباحث في معهد تشاتام هاوس، أن إسرائيل تعمل على تقوية دفاعاتها في مواجهة جماعات مرتبطة بإيران وحزب الله، المتواجدة في جنوب سوريا.
إسرائيل، التي تحتل الجولان منذ عام 1967، استهدفت مرارًا قوات مدعومة من إيران وحزب الله داخل سوريا لمنع استخدام الأراضي السورية كقاعدة لشن هجمات ضدها. ومع تصاعد التوترات الإقليمية في غزة ولبنان، قد يصبح التصعيد في سوريا تهديدًا إضافيًا للنظام السوري بقيادة بشار الأسد، الذي يحاول تفادي المواجهة المباشرة مع إسرائيل. ورغم ذلك، تشير التقارير إلى أن الغارات الإسرائيلية منذ أكتوبر الماضي أوقعت أكثر من 100 قتيل في سوريا، واستهدفت مواقع حيوية، من بينها منطقة المزة الراقية في دمشق ومواقع عسكرية في حمص.
من جانبه، أشار تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط، إلى أن إسرائيل قد تدفع سوريا للتورط في نزاعات إقليمية رغم جهود الأسد لتجنب ذلك. بينما أكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن "على الأسد أن يختار جانبه"، مشيرًا إلى أن إسرائيل تراقب بشدة تحركات الجماعات في جنوب سوريا.
في المقابل، أظهرت الأقمار الصناعية استمرار إسرائيل في أعمال الحفر والإنشاء منذ عام 2022، حيث شملت عملياتها بناء خندق وحواجز أمنية على طول الحدود، ما يعزز سيطرتها على المنطقة الحدودية. وتشير التقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي اعتبر هذه التحصينات خطوة رئيسية لتعطيل حركة المركبات وتقييد الوصول إلى الحدود.