الإثنين, 3 نوفمبر 2025 05:38 PM

عودة إلى ترملا بريف إدلب: تحديات معيشية جمة في ظل نقص حاد بالخدمات والدعم

عودة إلى ترملا بريف إدلب: تحديات معيشية جمة في ظل نقص حاد بالخدمات والدعم

تواجه عشرات العائلات التي عادت إلى قرية ترملا في ريف إدلب الجنوبي ظروفاً معيشية قاسية، وذلك بسبب الغياب شبه التام للخدمات الأساسية. هذه العائلات، ورغم الدمار الذي لحق بمنازلها، اختارت العودة بحثاً عن الاستقرار.

وفي تصريح خاص لـ”سوريا 24″، أوضح عبدالحليم حسين النجوم، مختار قرية ترملا، أن حوالي 300 عائلة قد عادت إلى القرية، من أصل 800 عائلة كانت قد نزحت إلى مناطق الشمال السوري. وأشار إلى أن وتيرة العودة قد ازدادت مع بداية العام الدراسي وافتتاح المدارس، على الرغم من الإمكانيات المحدودة ونقص الخدمات.

وأضاف النجوم أن الوضع الخدمي في القرية يكاد يكون معدوماً، حيث لا توجد شبكة مياه، ويعتمد الأهالي على شراء المياه على نفقتهم الخاصة. كما يعتمدون على الجهود الشعبية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وتابع: "تمكنا من ترميم إحدى المدارس بجهود شعبية، وتضم اليوم أكثر من 400 طالب من الصف الأول حتى التاسع، بالإضافة إلى طلاب من القرى المجاورة."

وأشار إلى أن الكادر الصحي في المركز الطبي الوحيد بالقرية يواصل عمله التطوعي على الرغم من الأضرار التي لحقت بالمبنى. وقد أعاد العاملون الحياة إلى المركز ليكون نقطة طبية تقدم الإسعافات والخدمات الأساسية مجاناً، بعد أن فقدت القرية أي دعم رسمي أو من منظمات إنسانية.

وفيما يتعلق بالوضع العمراني، ذكر المختار أن "90% من المنازل مدمرة أو بدون أسقف، وأن المرافق العامة والمساجد مدمرة بالكامل تقريباً." وأضاف أن الأهالي قاموا بترميم أحد المساجد بشكل مؤقت ليكون مكاناً للصلاة والتجمع.

وتعاني القرية أيضاً من نقص في الغطاء النباتي، بعد أن تم قطع معظم الأشجار خلال سنوات النزوح، مما زاد من صعوبة الحياة، خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود ومحدودية مصادر التدفئة.

وعلى الرغم من كل هذه التحديات، أكد النجوم أن الأهالي يحاولون إعادة الحياة إلى قريتهم بجهودهم الذاتية، في ظل غياب الدعم الحكومي والمنظمات المعنية. وأضاف: "كل ما تحقق حتى الآن هو بجهود الناس، من ترميم بسيط وشراء للمياه وأعمال تطوعية لا أكثر."

إن عودة العائلات إلى ترملا تمثل محاولة شجاعة لاستعادة الحياة في قرية أنهكتها الحرب. ومع ذلك، فإن غياب الدعم الإنساني والخدمي يجعل استمرار هذه العودة أمراً صعباً، وقد يؤدي إلى تكرار النزوح إذا لم يتم تقديم المساعدات الضرورية لإعادة تأهيل البنية التحتية وتوفير مقومات العيش الكريم.

مشاركة المقال: