الجمعة, 18 يوليو 2025 05:31 PM

فنانون سوريون يعبرون عن غضبهم إزاء أحداث العنف ويدعون إلى وقف إراقة الدماء في سوريا

فنانون سوريون يعبرون عن غضبهم إزاء أحداث العنف ويدعون إلى وقف إراقة الدماء في سوريا

مهدي زلزلي: طغت الأحداث في سوريا على كل ما عداها محلياً وعربياً وعالمياً، خاصة مع انتشار مقاطع فيديو تظهر الاعتداء على كبار السن من أبناء محافظة السويداء وإهانتهم، بالإضافة إلى الحديث عن إعدامات ميدانية وعمليات تخريب وسرقة نفذتها عناصر فصائل مسلحة في المحافظة.

دعوة إلى حقن الدم السوري: كان من الطبيعي أن يبادر فنانون سوريون إلى تسجيل موقف أخلاقي ومبدئي مما يحدث، انسجاماً مع قناعاتهم المعلنة وحرصهم المفترض على بلادهم وأهلها، بغض النظر عن انتماءاتهم.

امتلأت صفحات فيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى بمواقف تستنكر الأحداث وتدعو إلى حقن الدم السوري، وتلخصها عبارة النجم قاسم ملحو: «دم السوري على السوري حرام، احترامي لكل من يحاول حقن الدماء». وأضاف: «الإنسان السوري قطعة إسفنج تمتص كل الأخبار والهموم والأوجاع ولن تخرج منه إلا بالعصر».

النجمة أمل عرفة اكتفت باستعادة عبارة غسان كنفاني الشهيرة: «أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله»، دون إضافة كلمة واحدة إلى منشورها.

أما السيناريست خلدون قتلان، فقد استعاد عبارة من أغنية شارة البداية لمسلسل «سكر وسط» (كتابة مازن طه وإخراج المثنى صبح)، التي كتب كلماتها بنفسه ولحنها طاهر ماملي وأداها حسين عطفة، وتقول: «صاروا البشر غربان، ضاعت كل المعاني».

وفي منشور آخر، كتب قتلان: «لا تكن عود الثقاب في زمن البنزين، فبعض الحرائق تبدأ من جهل، وتنتهي بخراب البلاد بأكملها».

مع بداية الاعتداءات، كتب قتلان على صفحته: «قطرة دم واحدة كفيلة بولادة بحر من الدماء»، مناشداً من وصفهم بـ «أهل الخير» بـ «حفظ الدم وإيقاف الفتن» لأن البلاد «لا تحتمل مزيداً من المقابر»، خاتماً منشوره بالعبارة المتداولة «دم السوري على السوري حرام».

النجمة سلاف فواخرجي، المعروفة بمواقفها الجريئة والواضحة، دعت بدورها إلى «حقن الدماء وتحكيم العقل والضمير»، مشيرة إلى أن «ما نراه على الأرض السورية لا يتحمله قلب ولا عقل»، وأن «الأرض السورية جدبت من ريها بالدماء»، مضيفة «كفى للسوريين أن يقاتلوا ويقتلوا السوريين… لا أحد يريد الانتصار، الجميع يريد الأمان»، خاتمة منشورها بمناشدة مفتوحة «بالله عليكم، اعقلوا وتوكلوا، وارحموا من في الأرض».

في جبلة كما في السويداء: شارك الممثل بشار إسماعيل على صفحته مقطع فيديو يظهر أحد المشاركين في الاعتداءات على أهالي السويداء، ويشير المنشور إلى أن الشخص نفسه سبق أن ظهر أثناء مجازر الساحل السوري، مطلقاً عبارة «كان هناك مدينة اسمها جبلة»!

وتساءل المنشور: «أليس من المفروض أن يكون هذا الشخص محتجزاً تحت التحقيق بشأن ما ارتكبه من مجازر، أم ترغبون من الاستفادة من خبرته في مجازر جديدة؟».

السيناريست الشاب فادي حسين استعاد في منشوراته عبارات للكاتب السوري ممدوح عدوان، فكتب على فيسبوك: «إن البلاد التي أنجبت قاتلين لنا أنجبتنا لهم جثثاً وحشوداً، فصرنا جنائز رائعة».

أما السيناريست جورج عربجي، فقد كتب تعليقاً على الفيديو الذي يظهر إقدام معتدين على حلاقة شاربي رجل طاعن في السن: «لا يهين الإنسان إلا من كان مهاناً بداخله، ولا يهين رجلاً طاعناً في السن إلا من حمل بداخله شيطاناً رجيماً»، مضيفاً «حاملو المقصات، لن نحترمكم يوماً، ولن نثق بكم حتى لو خرجت من أفواهكم النجسة زهور وفراشات».

بدوره، استعاد السيناريست حسن م يوسف نصيحة القائد صلاح الدين الأيوبي لابنه: «اكسب قلوب شعبك وأمرائك ووزرائك… إن ما وصلت إليه كان باللطف والمراضاة! واحذر من سفك الدماء، ولا تطمئن إليه، فالدم المسفوح لا ينام».

وبطبيعة الحال، لم يكن غريباً في ظل الظروف الحالية وسقف الحريات الموجود في سوريا اليوم، اكتفاء الفنانين والكتاب بإدانة المجازر والاعتداءات التي تجري على أساس طائفي صريح، من دون الإشارة بشكل صريح إلى هوية منفذيها. مهدي…

مشاركة المقال: