بيشكك-سانا: لم تعد قشور الأرز مجرد مخلفات زراعية، بل أصبحت عنصراً أساسياً في مجال البناء المستدام والصديق للبيئة في قرغيزستان. يتم استخدام هذه المادة الطبيعية بأساليب مبتكرة في بناء المنازل، مما يوفر تدفئة مستدامة ويقلل من تكاليف الإنشاء.
أكماتبيك أورايموف، المقيم في مدينة كيزيل كيا، صرح لوكالة فرانس برس قائلاً: "اخترت قشور الأرز بعد دراسة خيارات أخرى، فهي عملية للتدفئة وتوفير المال والبناء وصديقة للبيئة". وأضاف أنه يحصل على هذه القشور من خلال عملية فصل الحبوب عن قشرتها.
أكد أورايموف على جودة قشور الأرز في تحقيق كفاءة البناء، مشيراً إلى أنها يمكن أن تكون بديلاً ممتازاً للإسمنت.
من جانبها، فضلت يخفال بوريفا، التي تعيش في قرية في منطقة جبلية قاحلة، استخدام قشور الأرز لعزل منزلها. وأكدت أن القشور جعلت منزلها دافئاً في الشتاء وبارداً في الربيع، مما ساعدها على توفير استهلاك الفحم بشكل كبير، وهو ما انعكس إيجاباً على وضعها الاقتصادي وعلى البيئة من خلال الحفاظ على الموارد.
بدوره، شارك نور سلطان تابالدييف تجربته قائلاً: "استخدمت نشارة الخشب في البداية ثم تحولت إلى قشور الأرز". وأوضح أن الطوب الذي استخدمه في البناء يتكون من 60 بالمئة من قشور الأرز، والباقي من الطين والإسمنت وغراء خالٍ من المواد الكيميائية.
يؤكد تابالدييف أن ما يميز قشور الأرز كخيار بيئي هو أن استخدامها في البناء يقلل من الحاجة إلى الإسمنت، الذي يستهلك كميات كبيرة من المياه ويساهم بنحو 8 بالمئة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وفقاً لإحصاءات المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2023.
تُجرى العديد من الدراسات الجامعية الحديثة في الصين والهند وإسبانيا وغيرها، لدراسة خصائص قشور الأرز في مجالات الطاقة والاقتصاد والفيزياء والبيئة، وذلك في إطار الجهود العالمية لمواجهة تحديات المناخ وبناء مستقبل أكثر استدامة، مما يؤكد الأهمية المتزايدة لهذه المادة.