الإثنين, 28 يوليو 2025 11:54 AM

قطر الخيرية وفريق الاستجابة يعيدان الحياة إلى سهل الغاب: تسليم منازل مرممة لعائلات عائدة

قطر الخيرية وفريق الاستجابة يعيدان الحياة إلى سهل الغاب: تسليم منازل مرممة لعائلات عائدة

في بادرة تبعث الأمل وترسي دعائم الاستقرار، بدأت قطر الخيرية، بالتعاون مع فريق الاستجابة الطارئة، بتسليم عشرات المنازل التي تم ترميمها للعائلات المتضررة في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي. تأتي هذه الخطوة ضمن حملة "بالخير نعمرها" الإنسانية التي تنفذها المؤسسة.

تهدف المبادرة، التي انطلقت من قرية العمقية في سهل الغاب، إلى مساندة الأسر التي تضررت جراء سنوات الحرب الطويلة، وتوفير بيئة سكنية آمنة تمكنهم من العودة إلى مناطقهم الأصلية بعد أعوام قضوها في النزوح والمخيمات.

ترميم لا إعادة بناء.. ولكن الفارق كبير

أوضح عبدالعزيز حجي، مدير إدارة البرامج والتنمية الدولية في قطر الخيرية، في تصريح خاص، أن المرحلة الأولى من المشروع تتضمن ترميم 300 منزل تضرر بشكل جزئي. وأشار إلى أن التسليم يتم فور الانتهاء من العمل في كل منزل وعلى دفعات منتظمة، مؤكدًا أن عمليات التسليم مستمرة بشكل دوري. وأضاف أن الترميم يشمل كل ما يتعلق بالبنية السكنية الأساسية، من تمديدات صحية وكهربائية، وإصلاح الأرضيات، وإعادة طلاء الجدران، وصيانة الأبواب والنوافذ.

وأكد الحجي: "نحن لا نعيد بناء المنازل، بل نركز على الترميم لتحسين ظروف المعيشة فيها. لقد بدأنا بالفعل في تسليم الدفعة الأولى من المنازل المنجزة، حيث انتقلت إليها حتى الآن حوالي 26 عائلة كانت تقيم سابقًا في مخيمات منطقة سلقين". وأشار إلى أن المشروع بدأ فعليًا في 13 أيار/مايو الماضي بوضع حجر الأساس، وها هو اليوم يشهد باكورة عمليات التسليم، وسط ترحيب كبير من الأهالي الذين طال انتظارهم للعودة إلى ديارهم.

من حياة الخيام إلى جدران الاستقرار

تعتبر هذه المبادرة بمثابة تحول جذري في حياة العديد من الأسر التي أرهقها النزوح، خاصة في ظل التدهور المستمر في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية. فالمخيمات في الشمال السوري تعاني من الاكتظاظ وسوء البنية التحتية، فضلاً عن غياب الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.

تلعب مشاريع الترميم هذه دورًا حيويًا في دعم جهود الاستقرار المجتمعي، وتشجيع العائلات على العودة إلى مناطقها الأصلية بدلاً من البقاء في المخيمات، مما يخفف الضغط على المنظمات العاملة في مجال الإغاثة.

أمل متجدد في وجه الخراب

وفي حديث خاص، قال أبو محمد، أحد العائدين إلى منزله بعد ترميمه: "عدت إلى قريتي بعد غياب دام أكثر من خمس سنوات، ولم أصدق أنني سأقف مجددًا أمام باب بيتي. على الرغم من بساطة الترميم، إلا أنه يعني لنا الكثير. يعني أننا باقون هنا".

تؤكد هذه المبادرة على أهمية الانتقال من مرحلة الإغاثة الطارئة إلى مرحلة التعافي المبكر وإعادة الإعمار الجزئي، وهو أمر ضروري لمساعدة السوريين على استعادة حياتهم الطبيعية، ولو بشكل جزئي، بعد سنوات من التهجير والمعاناة.

نحو مستقبل أكثر استقرارًا

تأتي هذه الجهود في ظل الحاجة الماسة إلى توسيع نطاق مشاريع الترميم وإعادة التأهيل في مناطق العودة، خاصة مع تقليص المساعدات الإنسانية الأممية. ويأمل القائمون على المشروع أن يتم استكماله ليشمل مراحل إضافية تستهدف المزيد من المنازل والعائلات المحتاجة.

مشاركة المقال: