تثير الأنباء المتزايدة عن تقارب محتمل بين أنقرة ودمشق، بعد سنوات من القطيعة بسبب الحرب السورية، مخاوف متصاعدة في الأوساط الإسرائيلية. ويأتي هذا القلق على خلفية تقارير عن إعادة إحياء مشاريع استراتيجية لنقل الغاز الطبيعي من قطر إلى أوروبا عبر الأراضي السورية والتركية، وهو مشروع يعتبره محللون تهديداً لمكانة إسرائيل في سوق الطاقة الإقليمي.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن تل أبيب تنظر بقلق إلى إمكانية تحوّل سوريا وتركيا إلى ممر حيوي لتصدير الغاز الخليجي إلى القارة الأوروبية، ما قد يضعف من نفوذ إسرائيل في ملف الطاقة ويغير موازين القوى الاقتصادية في المنطقة.
مشروع أنبوب الغاز يعود إلى الواجهة
مشروع أنبوب الغاز القطري الذي طُرح لأول مرة عام 2009، كان يهدف إلى نقل الغاز من الدوحة إلى أوروبا مروراً بسوريا وتركيا. إلا أن اندلاع الحرب السورية أدى إلى تجميده، خاصة بعد انهيار النظام السابق الذي استمر في الحكم لأكثر من ستة عقود.
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أن هذا المشروع عاد مؤخراً إلى دائرة الاهتمام، وسط إشارات على تقارب تركي–سوري، وتزايد الحديث عن شراكات إقليمية في مجال الطاقة.
توتر في العلاقات التركية الإسرائيلية
في تحليل بعنوان “ما الذي يقف خلف التوتر غير المسبوق بين تركيا وإسرائيل؟”، تناولت “يديعوت أحرونوت” تصاعد التوتر بين البلدين، مشيرة إلى أن أحد أسباب هذا التدهور هو انفتاح تركيا المتزايد على الحكومة السورية الجديدة، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديداً استراتيجياً مباشراً.
ووجه التحليل انتقادات لدوائر صنع القرار في تل أبيب، معتبرًا أن إسرائيل تفتقر إلى خطة واضحة للتعامل مع الملف السوري، محذراً من أن أنقرة لن تسمح لإسرائيل بأن تكون اللاعب الأساسي على الساحة السورية دون منافسة.
تحذيرات من تصعيد ودعوات للتهدئة
من جهتها، حذّرت أميرة أورون، السفيرة الإسرائيلية السابقة في أنقرة، من خطورة تجاهل الدور التركي في مستقبل سوريا، واعتبرت أن تركيا تلعب دوراً حاسماً في استقرار البلاد. وقالت: “من الأفضل لإسرائيل أن تعتمد على القنوات الدبلوماسية للتواصل مع أنقرة، بدلاً من الدخول في صراعات قد تجر إلى مواجهات غير محسوبة”.
وشددت أورون على أن تهميش تركيا في المشهد السوري قد يضعف قدرة إسرائيل على التأثير في التطورات الإقليمية القادمة، خصوصاً في ظل التحركات السريعة لإعادة تشكيل تحالفات الطاقة في الشرق الأوسط.
سوريا اليوم