في خطوة لافتة تؤكد تعزيز النشاط التجاري البحري واستعادة مرفأ طرطوس لدوره الحيوي، وصلت إلى المرفأ باخرة تحمل 93 حاوية، منها 54 حاوية تحتوي على مساعدات إنسانية وإغاثية. جاء ذلك في وقت تعمل فيه الجهات المعنية على استئناف النشاط الاقتصادي وتفعيل القطاعات الحيوية في البلاد.
وتحمل البواخر التي تصل إلى مرفأ طرطوس مواد غذائية أساسية مثل الطحين والزيت، والتي تُقدَّم كمساعدات إنسانية من الأمم المتحدة. وتُعتبر هذه الباخرة الثامنة من نوعها التي تصل بعد سقوط النظام البائد، حيث ساهمت بدور هام في إيصال ما يقارب 7200 طن من المساعدات إلى المحافظة منذ ذلك الوقت.
من جانبه، قال عضو مكتب العلاقات العامة في مرفأ طرطوس، إبراهيم الدرويش، في حديث لمنصة سوريا 24: "وصلت يوم أمس باخرة وعلى متنها 93 حاوية، بينها 53 حاوية محمّلة بالمساعدات الإنسانية". وأوضح الدرويش أن وزن المساعدات الأممية التي وصلت عبر مرفأ طرطوس بلغ 7200 طن، مشيرًا إلى أنها تضم مواد أساسية مثل الرز، والطحين، والزيت.
وأضاف الدرويش: "توزيع هذه المساعدات يخضع لإشراف وزارة التنمية الإدارية، وهي خطوة تهدف إلى دعم الأسر المتضررة وتلبية احتياجاتها الأساسية في ظل الظروف الصعبة".
وإلى جانب استقبال المساعدات الإنسانية، شهد مرفأ طرطوس نشاطًا تجاريًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، حيث تم تصدير أول باخرة محمّلة بـ10 آلاف طن من الفوسفات السوري. وأكد الدرويش أن هذه الخطوة تأتي في إطار استئناف النشاط التجاري البحري وتحريك عجلة الاقتصاد الوطني، لا سيما قطاع الثروات الطبيعية الذي يُعد ركيزة استراتيجية للاقتصاد السوري.
وتابع الدرويش قائلًا: "هذه الشحنة تمثل بداية لمرحلة جديدة من الانفتاح الاقتصادي والتعاون الدولي، كما تعكس عودة مرفأ طرطوس إلى أداء دوره كمرفق حيوي في حركة التصدير والاستيراد". وأشار إلى أن المرفأ استقبل حتى الآن حوالي 200 باخرة بعد سقوط النظام البائد، مما يعكس أهميته كمركز تجاري بحري حيوي.
بالإضافة إلى تصدير الفوسفات، شهد مرفأ طرطوس عمليات تصدير أخرى تشمل الخردة والمواشي (الأغنام)، مما يبرز التنوع في النشاطات الاقتصادية التي يتم تفعيلها عبر هذا المرفق الحيوي.
ويُعد تصدير الفوسفات نقطة تحول كبيرة، حيث يمثل استثمارًا للثروات الطبيعية السورية ودعمًا للاقتصاد الوطني في مرحلة إعادة الإعمار. ويُعتبر مرفأ طرطوس من أقدم وأهم الموانئ في سوريا، وهو يلعب دوراً استراتيجياً في تسهيل حركة التجارة الخارجية. ومع استمرار الجهود لتطويره وتعزيز قدراته التشغيلية، يُتوقع أن يساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات الدولية.
يعكس وصول المساعدات الإنسانية وتصدير الفوسفات عبر مرفأ طرطوس بداية مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي والانفتاح الدولي، مع التركيز على دعم المجتمعات المحلية وتفعيل القطاعات الحيوية.