نيويورك-سانا: صرح مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن حول الوضع في سوريا، بأن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية قد بلغت ذروتها باستهداف القصر الرئاسي ومبنى هيئة الأركان في قلب العاصمة دمشق، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين والعسكريين.
وأوضح الضحاك أن هذه الجلسة جاءت بناءً على طلب سوري عاجل، معرباً عن شكره للوفدين الجزائري والصومالي على دعمهما لهذا الطلب، كما وجه الشكر للسيد خالد خياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة، على إحاطته الوافية. وأكد أن الاجتماع يأتي في ظل التصعيد الإسرائيلي الخطير الذي تمثل في سلسلة اعتداءات جوية متكررة خلال الأيام الماضية.
وأضاف المندوب السوري أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت يوم الأربعاء بعدد من الطائرات الحربية والمسيرات عدداً من المباني الرسمية السيادية في دمشق، بما فيها القصر الرئاسي ومقر هيئة الأركان العامة، وذلك في ساعة الذروة، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا. وأشار إلى أن الاعتداءات طالت أيضاً مقرات حكومية في محافظتي درعا والسويداء، وألحقت أضراراً فادحة بالمنشآت الحكومية والبنى التحتية.
وأكد الضحاك أن سوريا تدين بأشد العبارات هذا الاعتداء الإسرائيلي السافر الذي يشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وانتهاكاً صارخاً لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، مؤكداً رفض سوريا القاطع لجميع الذرائع التي تسوقها السلطات الإسرائيلية لمحاولة تبرير أفعالها العدوانية، مشيراً إلى أن هذه الممارسات ليست سوى امتداد لسياسات الاحتلال الممنهجة الرامية إلى تقويض استقرار سوريا.
وأشار الضحاك إلى أن الأشهر الماضية شهدت انتهاكات متكررة من قبل إسرائيل لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، تمثلت في تجاوز المنطقة الفاصلة والتوغل في أراضي محافظات القنيطرة ودرعا وريف دمشق، وارتكاب انتهاكات بحق السكان المدنيين، فضلاً عن إقامة مواقع عسكرية غير شرعية والسيطرة على الموارد الطبيعية، مبيناً أن هذه الاعتداءات تهدف بشكل مباشر إلى عرقلة جهود الدولة السورية في بسط الأمن والاستقرار.
كما أشار المندوب إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية قوضت الجهود الوطنية لاحتواء التوترات في محافظة السويداء، حيث بادرت مؤسسات الدولة بالاستجابة السريعة بالتعاون مع أعيان ووجهاء المنطقة لفض الاشتباك وحماية المدنيين وفرض الأمن.
ولفت الضحاك إلى أن القيادة السورية تعاملت مع هذه الاعتداءات بأعلى درجات الحكمة والمسؤولية، واستجابت لمساعي الوساطات الأمريكية والعربية والتركية التي أسهمت في تجنيب المنطقة مواجهة مفتوحة.
وأكد الضحاك عزم سوريا الصارم على منع التجاوزات وضمان المساءلة عنها، مشدداً على أن سوريا لن تتردد في أداء واجبها في حماية جميع مواطنيها، وخاصة في ظل التحديات الأمنية المتراكمة، وشدد على أن سوريا ستواصل جهودها الحثيثة لبسط سيادة القانون على كامل ترابها الوطني، وحصر السلاح بيد مؤسسات الدولة، والمضي قدماً في مسيرة الإصلاح والبناء.
وفي ختام كلمته، أشار الضحاك إلى أن جهود الحكومة السورية لقيت تأييداً ودعماً من شركاء سوريا الإقليميين والدوليين، الذين يتشاطرون معها الهواجس المرتبطة بمكافحة الإرهاب، وتجفيف مصادر تمويله، وضبط الحدود، والتصدي لآفة تهريب السلاح والمخدرات التي أرهقت الشعب السوري وشعوب المنطقة، مؤكداً أن سوريا تقدر هذا الدعم وتعتزم مواصلة التعاون مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.