الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 02:39 PM

نوار نجمة: انتخابات مجلس الشعب محطة لترسيخ المشاركة السياسية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد

نوار نجمة: انتخابات مجلس الشعب محطة لترسيخ المشاركة السياسية في سوريا بعد سقوط نظام الأسد

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الأولى بعد سقوط نظام الأسد، تزداد أهمية هذا الاستحقاق كخطوة أساسية في مسار التحول السياسي والانتقال الديموقراطي في سوريا. وفي هذا السياق، أجرت "النهار" لقاءً مع الدكتور نوار نجمة، الناطق باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب السوري، للحديث عن تفاصيل العملية الانتخابية، ومستوى المشاركة الشعبية، والتحديات المطروحة، والآمال المرتبطة بهذا الاستحقاق التاريخي.

أوضح الدكتور نوار نجمة كيفية سير العملية الانتخابية بعد الإعلان عن القوائم النهائية للهيئات الناخبة، مشيراً إلى أن اللجنة ستضع جدولاً زمنياً دقيقاً للانتخابات بمجرد الانتهاء من إعداد القوائم. سيبدأ بفتح باب الترشح لمدة ثلاثة أيام أمام جميع أعضاء الهيئات الناخبة في مختلف المناطق السورية، ثم تنطلق الحملة الانتخابية لمدة خمسة أيام، حيث يقدم المرشحون برامجهم وسيرهم الذاتية، مع إمكانية تنظيم مناظرات بينهم. ستكون الحملات الانتخابية متاحة للهيئات الناخبة ووسائل الإعلام والمواطنين. بعد يوم صمت انتخابي، ستفتح صناديق الاقتراع في يوم واحد على مستوى البلاد، وتُفرز الأصوات مباشرة لتحديد الفائزين بمقاعد المجلس، حيث يُنتخب 140 عضواً ويُستكمل العدد الباقي بالتعيين لاحقاً.

أشار نجمة إلى أن المشاركة كانت كبيرة جداً ولافتة بعد إغلاق باب الترشح لعضوية الهيئات الناخبة، مما يعكس رغبة السوريين منذ سقوط النظام في الانخراط بالعمل السياسي. ونظراً للإقبال الكبير، تم فتح باب الترشح. وأكد على أهمية نوعية المشاركة التي شملت مختلف المكونات في جميع المناطق، حتى في المناطق المتنوعة طائفياً أو عرقياً، مع مشاركة واسعة للمرأة، خصوصاً في دمشق وحمص وطرطوس واللاذقية.

وفيما يتعلق بإدارة العملية الانتخابية في محافظات السويداء والرقة والحسكة، أوضح أن اللجنة العليا أصدرت قراراً بتأجيل الانتخابات في معظم مناطق الرقة والحسكة وفي محافظة السويداء، بسبب الظروف الأمنية وسيطرة بعض القوى العسكرية التي تمنع إجراء انتخابات نزيهة، وستبقى المقاعد شاغرة، حرصاً على أن يُتاح للمواطنين في هذه المناطق تمثيل عادل ضمن الهيئات الناخبة ومجلس الشعب مستقبلاً.

أكد الدكتور نجمة أن صوت المواطن سيكون مسموعاً عبر ممثليه في البرلمان الجديد، وأن مجلس الشعب سيكون محطة أساسية لترسيخ المشاركة السياسية وحرية الرأي. وأضاف أن هناك حديثاً متداولاً حول تغيير اسم مجلس الشعب، وأن الموضوع مطروح بالفعل بسبب الذكريات السلبية المرتبطة بالاسم، وأن القرار النهائي سيكون بيد النواب الجدد.

أوضح أن المشاركة السياسية في ظل النظام السابق كانت تقتصر على استلام المناصب فقط، وأن اليوم يتم تغيير هذه الصورة النمطية، حيث يصبح العمل السياسي مرتبطاً بالشأن العام، سواء داخل السلطة أو خارجها. وأكد تفاؤله بالمستقبل من خلال هذه العملية الانتخابية، مشيراً إلى أنها مرحلة تاريخية لا بديل منها.

أشار إلى أن موعد الانتخابات سيُعلن بدقة بعد صدور القوائم النهائية للهيئات الناخبة، ولكن من المرجح أن تُجرى الانتخابات قبل نهاية شهر أيلول/سبتمبر. ووجه رسالة للشعب السوري بضرورة مساندة المواطنين في مرحلة الطعون، مؤكداً أن اللجنة ستعمل بكل جهد لاستبعاد أي مرشح مرتبط بالنظام السابق، وأن دور المواطنين مهم في تقديم الطعون والاعتراضات الموضوعية.

وختم حديثه بالتأكيد على أن الانتخابات السورية تشكل محطة فاصلة تحمل آمال السوريين بمستقبل أكثر حرية وتمثيلاً حقيقياً لإرادتهم.

مشاركة المقال: