الأحد, 20 أبريل 2025 04:55 AM

وداعاً ماريو فارغاس يوسا: رحيل عملاق الأدب اللاتيني وحائز نوبل

وداعاً ماريو فارغاس يوسا: رحيل عملاق الأدب اللاتيني وحائز نوبل

برحيل الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا، الحائز على جائزة نوبل للآداب وأحد أبرز أعلام الأدب في أمريكا اللاتينية، فقد العالم الأدبي قامةً كبيرة. توفي يوسا يوم الأحد عن عمر يناهز 89 عاماً، حسبما أعلن نجله.

في رسالة مؤثرة نشرها ألفارو، أحد أبناء يوسا، على منصة «إكس»، جاء فيها: «ببالغ الحزن والأسى نعلن أن والدنا ماريو فارغاس يوسا تُوفي بسلام في ليما، اليوم، محاطاً بعائلته». وأشارت الرسالة إلى أن جثمانه سيُحرق ولن تقام أي مراسم عامة.

وأضاف الأبناء: «إن رحيله سيُحزن أقاربه وأصدقاءه والقُراء في جميع أنحاء العالم، لكننا نأمل أن يجدوا العزاء كما نجده نحن في حقيقةِ أنه تمتَّع بحياة طويلة ومثمرة ومليئة بالمغامرات»، مؤكدين أنه ترك إرثاً أدبياً خالداً.

وُلد فارغاس يوسا في عائلة بيروفية من الطبقة المتوسطة، وبرز اسمه في «الفورة» الأدبية الأميركية اللاتينية خلال الستينات والسبعينات، إلى جانب غابرييل غارسيا ماركيز وخوليو كورتازار.

كان يوسا كاتباً غزير الإنتاج، ترك بصمته في الرواية والمقال، ومن أشهر أعماله «زمن البطل» و«عيد التيس». حصد جوائز عديدة، تتويجاً بجائزة نوبل عام 2010.

بدأ يوسا مسيرته الأدبية بمجموعته القصصية «الأشبال وقصص أخرى» عام 1959، لكن روايته الأولى «زمن البطل» عام 1963، أحدثت صدى واسعاً وأثارت غضب المؤسسة العسكرية في بيرو، حيث استوحاها من تجربته في أكاديمية عسكرية.

أكد محامي الكاتب إنريكي غيرسي خبر الوفاة، مستذكراً عيد ميلاده الأخير، وقال: «لقد أمضى حياته سعيداً، محاطاً بأصدقائه المقرَّبين. لقد عاش حياة طويلة ومثمرة وحرة».

رسّخت روايات مثل «زمن البطل» و«محادثة في الكاتدرائية» مكانة يوسا كأحد رواد «الطفرة» الأدبية في أمريكا اللاتينية.

بدأ يوسا الكتابة مبكراً، وعمل مراسلاً لأخبار الجريمة في سن الخامسة عشرة. كما عمل مدرساً في باريس وواصل نشر مقالات في الصحافة، منها عمود «بيدرا دي توكي».

تحوّل يوسا إلى مدافع عن الحريات الشخصية والاقتصادية، وهاجم قادة اليسار في أمريكا اللاتينية الذين اعتبرهم ديكتاتوريين. ورغم تأييده للثورة الكوبية في البداية، إلا أنه خاب أمله لاحقاً وندد بكاسترو.

شهدت حياته حادثة شهيرة عام 1976، حين لكم غارسيا ماركيز، ولم يُعرف سبب الشجار. ومع تحوله السياسي نحو اليمين، فقد يوسا دعم بعض معاصريه الأدبيين.

وُلد يوسا في أريكيبا عام 1936، وعاش طفولة مدللة قبل أن ينتقل إلى ليما ويدخل الأكاديمية العسكرية، التي وصفها بـ«الجحيم». درس الأدب والقانون في جامعة سان ماركوس.

استلهم يوسا من وطنه بيرو، لكنه فضّل العيش في الخارج. كشفت رواياته الأولى عن جوانب مختلفة من المجتمع البيروفي.

عاد إلى بيرو عام 1974، وترشح للرئاسة عام 1990، لكنه هُزم أمام ألبرتو فوجيموري.

استخدم يوسا مواهبه الأدبية لكتابة روايات عن شخصيات حقيقية، مثل بول غوغان وفلورا تريستان. وكانت آخر رواياته «أوقات عصيبة» عام 2019.

تزوج يوسا من ابنة عمه باتريشيا يوسا عام 1965، وانفصلا بعد 50 عاماً. ثم ارتبط بإيزابيل بريسلر قبل أن ينفصلا عام 2022.

مشاركة المقال: