استقبل مرفأ اللاذقية البحري يوم الأحد 21 أيلول، الباخرة "MONTREAL" التابعة لشركة الشحن العالمية "CMA CGM". تحمل السفينة شحنات متنوعة من المواد والمنتجات التجارية، بهدف تعزيز توفر السلع في الأسواق ودعم النشاط الاقتصادي، وفقًا لما أعلنته الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية على صفحتها في "فيسبوك".
أوضح مازن علوش، مدير العلاقات في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، في تصريح لعنب بلدي، أن الباخرة عبارة عن سفينة حاويات ضخمة يبلغ طولها حوالي 200 متر وعرضها 32 مترًا، وتصل طاقتها الاستيعابية إلى حوالي 2500 حاوية قياسية (TEU). وكشف علوش أن حمولة الباخرة تتضمن شحنة كبيرة ومتنوعة تشمل سيارات جديدة ومستعملة، جرارات زراعية، سلع استهلاكية، مواد غذائية مثل الموز والسكر والأرز والمعلبات، بالإضافة إلى أدوات كهربائية، قطع تبديل، أسمدة، مواد بناء وأقمشة، معتبرًا أن هذه الكميات تمثل حصة السوق السورية من حمولة السفينة.
ستعود بصادرات سورية
أشار علوش إلى أنه سيتم تحميل الباخرة بمواد متنوعة معدة للتصدير، مثل الألبسة الداخلية والخارجية، المواد الغذائية، مساحيق التنظيف، المصنوعات النسيجية والمعدنية والبلاستيكية وغيرها، مما يسهم في تنشيط حركة الصادرات السورية ودعم الاقتصاد الوطني. وأكد أن وصول هذه الباخرة يعكس تحسنًا نسبيًا في الظروف اللوجستية والأمنية، ويعكس ثقة متجددة من الشركات العالمية في الإمكانات الفنية والتشغيلية لمحطة حاويات اللاذقية الدولية. وأضاف أن مرفأ اللاذقية كان قادرًا تاريخيًا على استقبال سفن كبيرة، إلا أن استقبال هذه الباخرة في الوقت الحالي يحمل دلالة على عودة السفن الضخمة بعد انقطاع طويل.
تعتبر "CMA CGM" مجموعة عالمية رائدة في مجال النقل والخدمات اللوجستية، وتعد من أهم الشركات في قطاع النقل البحري عالميًا، حيث تحتل مرتبة متقدمة من حيث حجم أسطول الحاويات، وفقًا لعلوش. وأضاف أن الشركة تدير شبكة واسعة من محطات الحاويات في العالم، ومن بينها محطة حاويات اللاذقية الدولية، وتلعب دورًا محوريًا في دعم الاقتصاد الدولي عبر موقعها المهم في سلسلة النقل والتجارة العالمية. ويعتقد علوش أن استقبال هذه السفينة يؤكد تطور محطة حاويات اللاذقية الدولية لتصبح محورًا إقليميًا ضمن شبكة نقل الحاويات العالمية، وليس مجرد ميناء محلي.
يمتلك مرفأ اللاذقية القدرة على استيعاب السفن الكبيرة وفق الأعماق المتاحة لأرصفته حتى 12 مترًا، وهناك خطط مستقبلية لزيادة هذه الأعماق بما يرفع من القدرة التشغيلية للميناء ويعزز مكانته في استقطاب سفن أكبر حجمًا. وكانت باخرة الحاويات "CMA CGM SAHARA" قد وصلت في 8 تموز الماضي إلى مرفأ "طرطوس" في أول زيارة لها حينها، وصنفت أنها الباخرة الأولى من نوعها التي تزور المرفأ من فئة بواخر الحاويات الكبيرة، إذ تحمل 45 حاوية من مختلف القياسات. وبين مدير العلاقات العامة في الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، مازن علوش، حينها أن زيارة الباخرة إلى مرفأ "طرطوس" تعد حدثًا لافتًا لكونها أول باخرة من هذا النوع والحجم تصل إلى المرفأ، حيث يصل طولها إلى 200 قدم، وهي محملة ببضائع متنوعة ومساعدات أممية.
اتفاقية مشتركة
وقعت الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية اتفاقية مع شركة "CMA CGM" الفرنسية في قصر الشعب بدمشق، في 1 أيار الماضي، بحضور الرئيس السوري، أحمد الشرع. وقال مدير مرفأ "اللاذقية"، أحمد علي مصطفى، لعنب بلدي، إنه أوقف العقد السابق بين الشركة الفرنسية والنظام السابق الذي حصل على تجديد في تشرين الثاني 2024، لإدارة محطة حاويات اللاذقية، وبدأت الحكومة السورية منذ استلام مهامها ترتيب عقد جديد بتفاصيل جديدة. وأبرز ما تشمله الاتفاقية الجديدة، وفق تصريح مدير المرفأ، أن مدة العقد حددت بـ30 سنة، ستستثمر خلالها 230 مليون يورو، في السنة الأولى ستضخ الشركة منها 30 مليون يورو. وفي السنوات الأربع التالية سيبنى رصيف جديد في مرفأ اللاذقية بمواصفات قياسية عالمية، بطول 1.5 كيلومتر وبعمق 17 مترًا، بقيمة استثمارية تصل إلى 200 مليون يورو. سيسمح بناء هذا الرصيف بدخول سفن شحن كبيرة وبأعداد كبيرة لا تدخل حاليًا إلى مرفأ اللاذقية، كما سيوفر بناؤه وجود بنية تحتية وفوقية لتشغيله. بعد السنة الخامسة، ستبدأ ثمرة هذا الاستثمار ويبدأ ضخ الأموال عبره خلال الـ25 سنة المقبلة.