الثلاثاء, 6 مايو 2025 10:04 PM

يديعوت أحرونوت تكشف: إسرائيل تضاعف وجودها العسكري في الجولان السوري وتنسق مع تركيا

يديعوت أحرونوت تكشف: إسرائيل تضاعف وجودها العسكري في الجولان السوري وتنسق مع تركيا

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن تعزيز إسرائيل لوجودها العسكري في الجولان السوري المحتل بثلاثة أضعاف، مع التركيز على الردع والبنية التحتية والتعاون الحذر مع القوات المحلية، وذلك على الرغم من التوتر المتزايد في جنوب سوريا.

وأفادت الصحيفة بأن مراسلها العسكري، يوآف زيتون، رافق قوات الجيش الإسرائيلي وأعد تقريراً عن انتشار الجنود الإسرائيليين في المنطقة الحدودية والعمليات التي يقومون بها.

وبحسب التقرير، زاد الجيش الإسرائيلي من انتشاره على جانبي الحدود بثلاثة أضعاف بعد ستة أشهر من سيطرته على الجولان السوري دون قتال.

ووصف مراسل الصحيفة تحركات الجيش الإسرائيلي في منطقة تبعد حوالي 80 كيلومتراً عن معبر القنيطرة الحدودي بين سوريا وإسرائيل. وأشار إلى أن مروحيات سلاح الجو الإسرائيلي ألقت مؤخراً مساعدات على التجمعات السكنية الدرزية بالقرب من مدينة السويداء، وقامت بإجلاء أكثر من 20 جريحاً من الدروز السوريين لتلقي العلاج في إسرائيل.

يذكر أن اشتباكات اندلعت مؤخراً في أشرفية صحنايا بريف دمشق بين فصائل درزية ومجموعات عشائرية وبدوية، مما استدعى تدخل الأمن العام السوري للسيطرة على الأوضاع بعد امتداد التوترات إلى محيط محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف السبت الماضي بأن 12 طائرة حربية تابعة له قصفت مساء الجمعة منشآت بنى تحتية وأسلحة قتالية في أنحاء سوريا، بما في ذلك مدافع مضادة للطائرات ومنصة صواريخ أرض جو.

وذكر تقرير يديعوت أحرونوت أن القوات الإسرائيلية سمحت للجيش السوري بالعمل كقوة شرطة في البلدات الواقعة في شمال الجولان السوري على بعد 30 كيلومتراً من الحدود، مع تأكيدها على حرية تنقل القوات الإسرائيلية عبر تلك البلدات في طريقها إلى 9 بؤر استيطانية جديدة شيدها الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، والتي يعتبرها الآن منطقة آمنة.

في المقابل، يرى يوآف زيتون في تقريره أن جنوب الجولان السوري لا يزال مضطرباً، مدعياً أن القرى ذات الأغلبية السنية على الطريق المؤدي إلى مدينة درعا في أقصى جنوب سوريا لم يتم نزع سلاحها.

وعلى الصعيد السياسي، نقلت الصحيفة عن ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي قوله إن نظام الرئيس السوري لا يزال يسعى لتوطيد حكمه، مشيراً إلى أن مناطق واسعة من البلاد لا تزال خارج سيطرته، بما في ذلك الساحل الذي يسيطر عليه العلويون، والمناطق الشمالية التي يسيطر عليها الأتراك والأكراد، والمناطق البدوية في الجنوب الشرقي، معرباً عن شكوكه في أن تولي دمشق أولوية قصوى في الوقت الراهن للمنطقة الحدودية مع إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أن دبلوماسيين غربيين زاروا مؤخراً دمشق لتقييم مدى سيطرة هيئة تحرير الشام على الأوضاع في البلاد، وأفادت بأن الاستخبارات الإسرائيلية تقدر عدد مقاتلي هيئة تحرير الشام بنحو 60 ألف جندي مسلحين تسليحاً خفيفاً ويتحركون في أغلب الأحيان في شاحنات صغيرة.

وذكرت أن إسرائيل أجرت محادثات مع ممثلين أتراك لتنسيق النشاط العسكري في سوريا، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتقد أن أنقرة مهتمة بتشكيل جيش دائم في درعا.

وأكد مراسل يديعوت أحرونوت أن نواب البرلمان الإسرائيلي عرقلوا مبادرة تسمح للدروز السوريين بالعمل في الجزء الذي تحتله إسرائيل من الجولان، مبررين ذلك بإجراءات تتعلق بالتأمين والبيروقراطية.

وادّعى أن العمل يسير ببطء في مشروع هندسي لبناء تحصينات ضخمة على الحدود تحت إشراف الجيش الإسرائيلي، ولم يُنجز حتى الآن سوى 20% من المنطقة العازلة مع سوريا بطول 90 كيلومتراً، بما في ذلك الخنادق العميقة والردميات الدفاعية.

وبينما لا تزال وحدات عسكرية إسرائيلية في حالة تأهب، فإن كثيرين داخل إسرائيل يعترفون بأن التركيز الحقيقي للجيش ينصب الآن على قطاع غزة، وفق يديعوت أحرونوت.

مشاركة المقال: