الجمعة, 4 يوليو 2025 12:32 AM

غموض في ريف دمشق: نار تشتعل ببئر في عكوبر منذ شهر.. هل هو حقل غاز؟

غموض في ريف دمشق: نار تشتعل ببئر في عكوبر منذ شهر.. هل هو حقل غاز؟

في واقعة أثارت دهشة واستغراب الأهالي، تحولت عملية حفر بئر ماء في مسجد قرية عكوبر بريف دمشق إلى حدث غير متوقع، حيث اندلعت النيران بشكل مفاجئ داخل الحفرة، مصحوبة برائحة غاز قوية. الأمر الذي دفع السكان المحليين إلى الاعتقاد بوجود حقل غاز طبيعي في المنطقة.

وبحسب شهود عيان من أهالي القرية، بدأت القصة عندما تبرع أحد المحسنين من مدينة التل بحفر بئر للمسجد. أثناء عملية الحفر، اشتعلت النيران، وتكرر الأمر أثناء لحام غطاء البئر، مما عزز الشكوك حول وجود غاز في البئر، خاصةً مع عدم وجود رائحة مميزة له.

عقب اندلاع النيران، أبلغ السكان الجهات المختصة على الفور، والتي أرسلت بدورها فريقًا من المهندسين للكشف عن الموقع. أبلغ الفريق الأهالي بضرورة الانتظار لمدة 20 يومًا لتحديد طبيعة المادة المتسربة. ومع ذلك، وبعد مرور أكثر من شهر على الحادثة، لا تزال النيران مشتعلة من فوهة البئر دون انقطاع، مما أثار تساؤلات وشكوك السكان حول طبيعة المادة المشتعلة والتأخر الرسمي في اتخاذ إجراء حاسم.

وفي تصريح خاص، أوضح رئيس بلدية عكوبر، حسن صالح إسماعيل، أنه تم إبلاغهم منذ أكثر من شهر وسبعة أيام بأن البئر المشتعل قد يكون نتيجة لتسرب غاز طبيعي. وأكد المختصون الذين زاروا الموقع أن استمرار الاشتعال لفترة طويلة يشير غالبًا إلى وجود غاز طبيعي، وليس مجرد غازات عابرة أو تسرب بسيط.

وأضاف إسماعيل أن آخر تصريح وصلهم كان من معاون وزير النفط، الذي أكد أنه في حال استمر الاشتعال لأكثر من شهر، فإن الأمر على الأغلب يعود إلى مصدر طبيعي للغاز. وأُبلغوا بأنه سيتم تحديد موقع للتنقيب، إلا أن أي خطوات فعلية لم تبدأ حتى الآن.

وأشار رئيس البلدية إلى أن آخر زيارة للموقع كانت من قبل معاون وزير النفط، الذي طلب إبقاء الشعلة مشتعلة إلى أن تتضح النتائج بشكل نهائي، ولكن منذ ذلك الحين لم تعد أي جهة رسمية لمتابعة المسألة، ولم يتم اتخاذ خطوات تنفيذية على الأرض.

وحول احتمالية وجود حقل غاز واسع في المنطقة، ذكر إسماعيل أن بعض المهندسين تحدثوا عن احتمال امتداد الحوض الغازي من عكوبر باتجاه مناطق مجاورة مثل قارة، معربا، الحوش، والتواني، مستندين بذلك إلى دراسات قديمة تعود إلى فترة النظام السابق، حيث وُضعت إشارات على مواقع محتملة لاستخراج الغاز شمال شرق القرية، لكنها لم تُفعّل لاحقًا.

وعن الأثر البيئي المحتمل، أوضح رئيس البلدية أن احتراق الغاز المستمر قد يكون أقل ضررًا من تسربه دون اشتعال، لكنه شدد على ضرورة إيجاد حل آمن ومستدام لهذه الظاهرة: "إذا قمنا بإطفاء الشعلة، سيستمر الغاز بالتسرب، ما يشكل خطرًا صحيًا وبيئيًا. لا بد من حلول فنية مختصة لإغلاق الحفرة ومنع التسرب بطريقة آمنة، أو اتخاذ قرار فوري بالتنقيب إن ثبت وجود حقل غاز فعلي".

ورغم الحديث عن إمكانية وجود حقل غاز حقيقي، لا تزال الجهات المعنية تلتزم الصمت حيال الخطوة التالية، ما يثير قلق السكان من استمرار تسرب الغاز دون إدارة رسمية أو إجراءات أمان واضحة.

مشاركة المقال: