السبت, 26 يوليو 2025 11:20 AM

من تل براك إلى القامشلي: شاب يواجه صعوبات الحياة بمشروع خبز التنور

من تل براك إلى القامشلي: شاب يواجه صعوبات الحياة بمشروع خبز التنور

من مهنة البناء إلى صناعة الخبز

على الحزام الشمالي لمدينة القامشلي، وتحت خيمة بسيطة، يقضي يوسف، الشاب الثلاثيني القادم من بلدة تل براك شمال الحسكة، أيامه في إعداد وبيع خبز التنور. يشعل يوسف تنوره الطيني كل صباح، ليواجه حرارة الشمس وهموم الحياة، ساعيًا لتأمين مصدر رزقه الوحيد.

بعد أن استقر في القامشلي بحثًا عن فرص عمل أفضل، وجد يوسف نفسه أمام تحديات جديدة. فبعد أن كان يعمل في مجال البناء والصيانة، دفعه تقلص الفرص إلى البحث عن بديل. يقول يوسف لمنصة سوريا ٢٤: "عندما قلّ العمل في مهنتي، قررت أن أبدأ بمشروع صغير يساعدني على تأمين قوت يومي".

بإمكانات متواضعة ودعم من زوجته، بدأ يوسف مشروعه الخاص. قام ببناء تنور طيني بيديه، وأقام خيمة متواضعة ليبدأ ببيع الخبز للمارة على أحد الطرق الرئيسية في المدينة.

خطوات العمل اليومية

تبدأ زوجة يوسف يومها بتحضير العجين في المنزل قبل التوجه إلى موقع التنور بساعتين. عند الوصول، يقومان بتقطيع العجين إلى كرات متساوية بوزن 200 غرام للرغيف الواحد، ثم يبدآن عملية الخبز والبيع مباشرة.

يُباع الرغيف الواحد بسعر 3000 ليرة سورية، لكن يوسف يراعي الظروف المعيشية الصعبة لبعض الزبائن، ويخفض السعر حسب الحاجة. "أنا مقتنع برزقي، وأتمنى أن أتمكن دائمًا من تلبية احتياجات أسرتي بكرامة"، يقول يوسف بثقة.

تحديات في طريق الاستمرار

يواجه يوسف صعوبات في تأمين الطحين بسبب ارتفاع سعره، حيث يبلغ سعر الكيس الواحد حوالي 20 دولارًا، مما يشكل عبئًا كبيرًا على المشروع. ورغم ذلك، لم يفكر يوسف في الاستسلام، بل يعتبر أن هذا المشروع قد منح عائلته شعورًا بالاستقرار والاعتماد على الذات. "زوجتي هي سندي الأول، وهي تشاركني كل خطوة في هذا الطريق"، يعبر يوسف بتقدير.

نموذج للإصرار والعمل

قصة يوسف هي مثال للشباب الذين لم ينتظروا المساعدة، بل صنعوا فرصهم بأيديهم رغم الظروف الصعبة. مشروعه الصغير لا يقدم فقط خبزًا ساخنًا، بل يحمل قصة كفاح وإرادة وتعاون أسري. يوسف يواصل يومه بين حرارة التنور وتحديات الحياة، ويجد في كل رغيف يبيعه خطوة نحو مستقبل أفضل.

مشاركة المقال: