تشهد محافظة اللاذقية توسعاً في زراعة الموز والخضراوات داخل البيوت البلاستيكية، مدفوعةً بتوجه المزارعين نحو استبدال الزراعات التقليدية المكشوفة بهذه التقنية الحديثة. توفر البيوت البلاستيكية حماية للمحاصيل من تقلبات الطقس، مما يساهم في زيادة الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
المهندس الزراعي أحمد كلعمر، المتخصص في الزراعة البلاستيكية، صرح لمراسلة سانا بأن هذه الزراعات تواجه تحديات عديدة، أبرزها ارتفاع تكاليف الإنتاج من أسمدة ومبيدات، بالإضافة إلى نقص المياه ومصادر الطاقة. كما أشار إلى وجود صعوبات أخرى مثل الأمراض الفطرية والحشرات الضارة، مما يتطلب جهوداً مضاعفة في المكافحة والعناية، فضلاً عن الحاجة إلى عمليات إنضاج صناعي للثمار.
وأوضح كلعمر أن زراعة الموز، على الرغم من حداثتها في المنطقة، أثبتت قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية التي تشهدها البيئة الساحلية. ودعا الجهات المعنية إلى تقديم الدعم التدريبي واللوجستي للمزارعين، وتزويدهم بالأسمدة والمبيدات اللازمة، لخلق بيئة داعمة تضمن استمرار وتوسع هذه التجربة.
المزارع أحمد شاهرلي من قرية برج إسلام، تحدث عن تجربته في زراعة الخضراوات والموز، مشيراً إلى الصعوبات المتعلقة بنقص المياه والكهرباء، وضعف الدعم المقدم، وارتفاع تكاليف الإنتاج. وأضاف أن الأسعار كانت جيدة في بداية المشروع، لكنها انخفضت بعد السماح باستيراد الموز.
من جهته، ذكر المزارع أورهان صابور أنه بدأ بزراعة الخضراوات مثل البندورة والخيار في البيوت البلاستيكية، ثم انتقل إلى زراعة الموز. وأوضح أن تقنين الكهرباء دفعه إلى استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل البيوت البلاستيكية، بهدف تحقيق كفاءة إنتاجية أكبر.
وناشد صابور الجهات المعنية بتقديم المزيد من الدعم للمزارعين، في ظل الارتفاع المستمر في أسعار المستلزمات الزراعية.
تؤكد تجربة زراعة الموز في البيوت البلاستيكية في ريف اللاذقية أن الابتكار والمثابرة يمكن أن يثمرا حلولاً فعالة لمواجهة التحديات المناخية والاقتصادية، مع التأكيد على أهمية توفير دعم حقيقي لضمان استمرارية التجربة وتطويرها.
أخبار سوريا الوطن١-سانا