الإثنين, 15 سبتمبر 2025 06:03 PM

ارتفاع أسعار البيض والدجاج في الأسواق السورية يثير قلق المستهلكين

ارتفاع أسعار البيض والدجاج في الأسواق السورية يثير قلق المستهلكين

تشهد الأسواق السورية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار البيض والدجاج، مما أدى إلى استياء الكثير من المستهلكين الذين يعانون من ضعف القدرة الشرائية. وأصبح هذا الصنف الغذائي الأساسي، الغني بالبروتين، خارج متناول العديد من الأسر.

يعزو خبير تنموي هذا الارتفاع إلى موجة الحر الأخيرة التي تسببت في نفوق أعداد كبيرة من الدجاج، بالإضافة إلى قرار منع الاستيراد. بينما يرى مدير "مؤسسة الدواجن" أن السعر الحالي مقبول بالنظر إلى أسعار المواد العلفية.

وخلال جولة لعنب بلدي في أسواق دمشق، تبين أن سعر كيلو "الجوانح" بلغ 19 ألف ليرة سورية، و"شرحات الدجاج" 56 ألف ليرة سورية، و"الكستا" 40 ألف ليرة سورية، و"الأفخاذ" 28 ألف ليرة سورية، و"الوردة" 30 ألف ليرة سورية، مع وجود اختلافات طفيفة بين المحال التجارية. أما سعر صحن البيض، فيتراوح بين 38 ألفًا و42 ألف ليرة سورية، حسب وزن الصحن والمحل.

عبر مواطنون التقت بهم عنب بلدي عن استيائهم من الوضع. وقال خليل عساف، الموظف في القطاع العام، إن الوضع الاقتصادي سيئ والأسعار مرتفعة جدًا ولا تتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن، على الرغم من توفر جميع الأغذية. وأشارت ميساء ديب، الموظفة في القطاع الخاص، إلى أن أسعار الفروج لا تزال أقل من اللحوم الحمراء، لكنها أصبحت من الكماليات وليست في متناول الجميع.

وأوضح محمد الغفير، صاحب محل لبيع الدجاج في دمشق، أن المستهلكين يشترون الدجاج بالقطعة أو بكميات قليلة تتناسب مع دخلهم الشهري، واصفًا حركة البيع والشراء بالجيدة. بينما ذكر نزار جنن، صاحب مدجنة في ريف دمشق، أن أسعار البيض والدجاج تشهد تقلبات يومية بسبب التغير المستمر في أسعار الأعلاف وسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية.

يوجه المواطنون اللوم للمربين والتجار، معتبرين إياهم السبب وراء ارتفاع الأسعار، في حين يشير المربون إلى أنهم يتكبدون خسائر بسبب ارتفاع التكاليف وهامش الربح المنخفض.

من جانبه، صرح المدير العام للمؤسسة العامة للدواجن، فاضل حاج هاشم، لعنب بلدي، بأن أسعار البيض مقبولة نظرًا لارتفاع أسعار المواد العلفية المستوردة، وأن هذه الأسعار تساعد المنتج على الاستمرار في عملية التربية وتلبية احتياجات الأسواق. وأوضح أن قرار إيقاف استيراد الفروج المجمد الصادر في 10 آب الماضي أدى إلى ارتفاع آني في الأسعار، وأن سعر طن الدجاج "الريش" يبلغ 1.6 مليون ليرة سورية، وهو سعر مقبول. وأكد أن هذا القرار كان ضروريًا لتعافي المربين واستمرار عملية التربية، مشددًا على ضرورة إصدار قرارات أخرى لتخفيض الرسوم الجمركية على المواد العلفية.

وكشف حاج هاشم عن توجه لإعلان عن الجمعية السورية للدواجن، بتوجيه من وزير الزراعة، لتوفير نظام إحصائي دقيق لاحتياجات السوق المحلية والكميات الموجودة في المداجن. وأشار إلى أن الإحصائيات المتوفرة عن عدد المداجن وهمية بسبب الأضرار التي لحقت بالقطاع على مدى سنوات، بالإضافة إلى الابتعاد عن وسائل التربية الحديثة. ودعا المربين إلى التحول إلى نظام التربية الحديثة المغلقة لتوفير التكاليف وزيادة الإنتاج والحد من انتشار الأمراض.

وأشار فاضل حاج هاشم إلى أنه سيتم السماح بتصدير الفروج خارج القطر في المستقبل، بالإضافة إلى الاستمرار في تصدير بيض المائدة، لأنه سيسهم في ضخ القطع الأجنبي ورفع مستوى الإنتاج ودخل المواطن. وأضاف أن المؤسسة العامة للدواجن تبتعد عن الدعم الوهمي للمربين، وتسعى مؤسسة العامة للأعلاف لتأمين المادة بأسعار منافسة.

ويرى الخبير التنموي أكرم عفيف أن ارتفاع الأسعار يرجع إلى خسارة المنتجين في الفترة السابقة، مما دفع الكثيرين للتوقف عن التربية، بالإضافة إلى موجة الحر الأخيرة وقرار منع الاستيراد. وطالب بوجود نظام تأمين للمربي ضد المخاطر لتعويضه وضمان استمراره في العملية الإنتاجية. وينتظر مربو الدواجن تنفيذ قرارات الحكومة على أرض الواقع لتحسين أوضاعهم.

مشاركة المقال: