الأحد, 9 نوفمبر 2025 02:30 AM

منتدى سلامة كيلة في دمشق يبحث آفاق وتحديات مستقبل النقابات المهنية في سوريا

منتدى سلامة كيلة في دمشق يبحث آفاق وتحديات مستقبل النقابات المهنية في سوريا

استضاف منتدى سلامة كيلة الثقافي مساء السبت في مقهى الروضة بدمشق ندوة بعنوان «نحو إعادة الاعتبار للعمل النقابي – آفاق وتحديات»، بمشاركة باحثين ونقابيين ومهتمين بالشأن العام.

ركزت الندوة على واقع النقابات المهنية في سوريا، والتحديات التشريعية والسياسية والتنظيمية التي تواجهها، بالإضافة إلى استعراض آفاق استعادة العمل النقابي الحر والمستقل بعد سنوات من التقييد.

أوضحت ناهد بدوية، مديرة الجلسة، أن هذه هي المرة الأولى التي يتناول فيها المنتدى موضوع النقابات بشكل مباشر، مؤكدة أهمية هذه الخطوة في سياق النقاش العام. وأعربت عن أملها في أن يكون المنتدى جزءًا من انطلاق نقابات حرة ومستقلة، مشيرة إلى أن النقابات في سوريا نشأت تاريخيًا تحت إدارة الحكومة، بعكس دورها الطبيعي في تمثيل المهنيين، وشددت على ضرورة العمل على استعادة العمل النقابي الحر والمستقل.

من جهته، صرح سلطان جلبي، الباحث والصحفي الاستقصائي، لـ«سوريا 24» بأن النقاش تناول التحديات التي تواجه النقابات المهنية في سوريا، سواء التشريعية أو السياسية أو المرتبطة ببنية المؤسسات نفسها. وأشار إلى أن مداخلته ركزت على تجربة العمل النقابي في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وتحديدًا في إدلب وشمال حلب، بهدف استخلاص بعض الدروس من تلك التجارب المحلية.

وأضاف جلبي أن المنتدى يمثل أحد الفضاءات القليلة التي تفتح نقاشًا جديًا حول هذا الملف، مؤكدًا أن موضوع التنظيمات المهنية ما زال بعيدًا عن دائرة الاهتمام العام. وأكد أهمية إعادة طرح فكرة النقابات الحرة والمستقلة، لأنها تمثل أداة واقعية لتجاوز الانقسام والطائفية، وتسهم في بناء رأس مال اجتماعي في بلد يحتاج بشدة إلى ترميم مجتمعه المدني. واختتم حديثه بالتأكيد على أن إحياء العمل النقابي الحر في سوريا ليس ترفًا، بل ضرورة لتأسيس توازن جديد في العلاقة بين المجتمع والدولة، ولإعادة الاعتبار لدور الفئات المهنية في الحياة العامة.

بدوره، أكد سليم خير بيك، الناشط السياسي والنقابي الاجتماعي، أن المرحلة الحالية تتطلب إعادة تفعيل دور النوادي والنقابات في الشأن العام، مشددًا على أن عمل النقابات يجب ألا يبقى محصورًا في المهام التنفيذية وحل المشكلات الداخلية، بل ينبغي أن يمتد إلى الفضاء السياسي والمجتمعي. وأوضح أنه لا يطالب بتسييس النقابات، لكنه يرى أنه من الضروري أن تكون مستقلة عن الأحزاب السياسية، وأن تُجرى انتخابات حقيقية بعيدًا عن تدخل السلطة، لأن النقابات لا وصاية عليها من أحد.

أما عارف الشعال، المحامي والخبير القانوني، فتحدث عن التجربة النقابية في الفترة التي سبقت سقوط نظام الأسد، موضحًا أنه قبل سقوط نظام بشار الأسد بنحو شهرين، جرت انتخابات للنقابات شهدت تدخلًا مباشرًا من حزب البعث في اختيار أعضاء المكاتب التنفيذية، وحتى المستقلين منهم. وأضاف أنه بعد سقوط النظام، لم تصدر قرارات بتبديل المجالس التنفيذية، بل تم عزلهم وتعيين أعضاء جدد بتدخل من مديريات الشؤون السياسية التابعة لوزارة الخارجية. وأشار إلى وجود تيارين داخل الوسط النقابي: أحدهما يدعو إلى إجراء انتخابات جديدة، والآخر يفضّل الحفاظ على الموجودين خشية عودة البعثيين الذين يتمتعون بقدرة تنظيمية عالية. وأعرب عن رأيه بأن الموجودين حاليًا يتمتعون بالنزاهة ويجب دعمهم.

وشهدت الجلسة نقاشًا مفتوحًا بين الحضور، أعرب خلاله بعض المشاركين عن تخوفهم من أن تؤدي أي انتخابات مبكرة إلى عودة الوجوه النقابية السابقة المرتبطة بحزب البعث، في حين رأى آخرون أن الانتخابات خطوة ضرورية لإرساء مبدأ التمثيل الديمقراطي داخل النقابات المهنية.

واختُتمت الندوة بالتأكيد على أهمية استمرار الحوار حول مستقبل العمل النقابي في سوريا، وضرورة بناء نموذج نقابي مستقل يُعبّر عن مصالح العاملين والمهنيين بعيدًا عن أي وصاية سياسية.

مشاركة المقال: