الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 12:25 AM

أهالي بانياس يطالبون بمشاريع تنموية تعالج الأزمات المعيشية لا تجميل الشوارع

أهالي بانياس يطالبون بمشاريع تنموية تعالج الأزمات المعيشية لا تجميل الشوارع

بينما تتواصل أعمال مشروع "بانياس بتستاهل الأحلى" لتعبيد مداخل المدينة والشوارع الرئيسية، يرى أهالي بانياس أن الأولويات تختلف. فهل تزفيت الشوارع هو ما تحتاجه المدينة فعلًا في ظل الظروف الراهنة؟ أم أن بانياس وأهلها بأمس الحاجة إلى مشاريع أكثر إلحاحًا تلامس حياتهم اليومية واقتصادهم المتردي، وتوفر لهم سبل العيش الكريم قبل الاهتمام بتحسين المظهر العام؟

الحملة، التي انطلقت بمبادرة مجتمعية بالتعاون بين بلديتي بانياس وطرطوس، حظيت بإشادة رسمية وإعلامية باعتبارها "إنجازًا خدميًا". لكنها في المقابل كشفت عن مطالب شعبية ملحة. إذ يرى العديد من المواطنين أن الأولوية اليوم يجب أن تكون للبنية الاقتصادية والاجتماعية المتضررة، وليس للبنية التحتية ذات الطابع الجمالي.

هموم تتجاوز تعبيد الطرق

يقول بلال الشعار، أحد أبناء المدينة، في حديث لمنصة إخبارية: "بانياس تستحق الأفضل، لكن الأفضل بالنسبة لنا اليوم هو أن يجد الشاب فرصة عمل، وأن يتمكن الأب من تأمين رزقه من البحر، وأن يتمكن الحرفي من إعادة فتح ورشته". وأضاف أن التعبيد أمر جيد، لكنه لا يسد جوعًا ولا يمنع هجرة الشباب. "نحن بحاجة إلى مشاريع تخلق فرص عمل، تدعم الصيادين، تشجع السياحة الداخلية، وتفتح الأبواب أمام الاستثمارات الصغيرة والمتوسطة. هذا هو 'الأحلى' الذي نريده". وتابع: "الخدمات متوقفة منذ سنوات، واليوم نفرح ببعض الإسفلت؟ هذا لا يكفي، نحن بحاجة إلى خطة إنقاذ اقتصادي، وليس خطة لتجميل الشوارع".

الأهمية الاقتصادية قبل المظهر

من جهته، أكد محمد عبيد، أحد سكان المدينة، في حديث مماثل، أن التعبيد يجب أن يشمل الشوارع الفرعية التي يقطنها غالبية السكان، وليس فقط "الواجهات" التي تهدف إلى إظهار المدينة بمظهر لائق للزوار والمسؤولين. وأضاف عبيد: "مشروع تزفيت الشوارع في بانياس فكرة وعمل ممتاز، ونشكر كل القائمين عليه، ونأمل ألا يقتصر التركيز على مداخل المدينة والشوارع الرئيسية فقط، بل يجب أن يشمل الشوارع الفرعية التي تخدم أكبر عدد ممكن من المواطنين". وأشاد بجهود رئيس بلدية طرطوس عبد الفتاح الخطيب، وبلدية بانياس، وجميع المساهمين في إنجاز الأعمال.

الأمان الاقتصادي أولًا

في الختام، يرى الأهالي أن حملة "بانياس بتستاهل الأحلى" قد تكون بداية جيدة، لكنها ليست النهاية. فـ"الأحلى" الحقيقي هو مدينة يشعر فيها المواطن بالأمان الاقتصادي قبل الجمالي، وبالكرامة المعيشية قبل نظافة الرصيف.

مشاركة المقال: