الأربعاء, 5 نوفمبر 2025 02:08 PM

الغش يهدد زيت الزيتون السوري: مخاطر صحية وتراجع الإنتاج تستدعي تدخلًا عاجلًا

الغش يهدد زيت الزيتون السوري: مخاطر صحية وتراجع الإنتاج تستدعي تدخلًا عاجلًا

مع الارتفاع المستمر في أسعار زيت الزيتون، تتزايد عمليات الغش التي تهدد صحة المستهلك السوري. يشمل الغش خلط زيت الزيتون بزيوت نباتية أخرى أو إضافة مواد كيميائية لتحسين اللون والطعم، مما يشكل خطرًا صحيًا حقيقيًا.

ينصح الخبراء بشراء زيت الزيتون من مصادر موثوقة والتأكد من وجود بطاقة بيانات على العبوة تحدد المواصفات وسنة الإنتاج، وتجنب الشراء من مصادر غير موثوقة عبر الإنترنت. يعاني المستهلكون في سوريا من هذه الظاهرة، التي تتفاقم بسبب تراجع الإنتاج نتيجة الظروف المناخية الصعبة.

المهندس نور الدين وتي، خبير زيت الزيتون، يوضح أن الغش الشائع يتمثل في خلط زيت الزيتون الأصلي بزيوت نباتية أقل جودة مثل زيت النخيل أو زيت دوار الشمس. كما يتم استخدام مواد كيميائية مثل الملونات لإعطاء الزيت لونًا أو نكهة صناعية، أو مزج خلطات غير صحية من مكونات مثل الفلفل الأخضر وزيوت المائدة والملونات.

وفي حديثه لـ "الحرية"، أشار وتي إلى أن هذه الممارسات قد تسبب تسممًا غذائيًا أو أمراضًا أخرى بسبب المواد الكيميائية المضافة، بالإضافة إلى خسارة المستهلكين لأموالهم. ينصح وتي بالبحث عن بائعين معروفين أو مصادر موثوقة والتأكد من بطاقة البيان التي تحدد نسبة الحموضة والمواصفات وسنة الإنتاج، محذرًا من العبوات التي لا تحمل معلومات واضحة.

يشهد إنتاج الزيتون في سوريا انخفاضًا ملحوظًا نتيجة التغيرات المناخية. وأكد الخبير الزراعي، رياض وسوف، لـ"الحرية" أن شح الأمطار والاعتداء على أشجار الزيتون خلال الحرب وجرف الأراضي الزراعية أثرت على الأشجار. وأضاف أن التقلبات المناخية تضعف مناعة الأشجار وتجعلها أكثر عرضة للأمراض.

وبيّن وسوف أن أغلب المساحات المزروعة في سوريا تعتمد على الري التقليدي، ما يزيد من تأثر الإنتاج بالعوامل المناخية. لمواجهة هذا الوضع، يتوقع وسوف فتح باب استيراد زيت الزيتون من دول مثل إسبانيا والبرازيل لتلبية الطلب المحلي.

وحذر وسوف من أن الغش في زيت الزيتون أصبح ظاهرة مقلقة، حيث يلجأ بعض التجار إلى خلط الزيت بزيوت أقل جودة أو إضافة مواد كيميائية، مما يشكل خطرًا على صحة المستهلك. وأشار إلى أن بعض الأشخاص يقومون بمزج خلطات خطرة، من فلفل أخضر وزيوت مائدة وملونات أخرى، مع زيت الزيتون الطبيعي.

الدكتور وليد مشلح، عضو اللجنة الصحية في مجلس مدينة ديرعطية، حذر من أن بعض البائعين يستغلون ارتفاع الأسعار لتحقيق أرباح غير مشروعة، مشيرًا إلى أن شراء زيوت مجهولة المصدر من الأسواق العشوائية يعرض المواطنين لمخاطر صحية جسيمة.

طالبت خبيرة التغذية عائشة عاصي بضرورة التصدي لهذه الظاهرة، مؤكدة أن الغش في زيت الزيتون يضر بسمعة المنتجات الوطنية. فيما طالب محمود حسن، عضو اللجنة الصحية في القلمون، باتخاذ تدابير صارمة تشمل تشديد الرقابة على الأسواق والمعاصر، وفرض عقوبات قاسية على المخالفين، ووضع خطة شاملة لضمان تتبع مسار زيت الزيتون.

وطالبت فعاليات اجتماعية واقتصادية بتعزيز المراقبة من خلال تشديد الرقابة الصحية من قبل اللجان الصحية وحماية المستهلك لضمان مطابقة المعايير.

ويرى المهندس الزراعي نزار عيسى أن بيع الزيت في الأسواق المنظمة يضمن تتبع المصدر ومحاسبة المخالفين، عكس طرق البيع الحالية التي تتسم بالعشوائية. ويقترح توعية المستهلكين من خلال إطلاق حملات إعلامية تدعو المواطنين لشراء الزيت من مصادر موثوقة فقط، وتشجيع الإنتاج المحلي من خلال تقديم دعم مادي وتقني للمزارعين.

على الرغم من أن الأسباب الرئيسية لتراجع الإنتاج خارجة عن السيطرة، فإن معالجة ظاهرة الغش أمر ممكن من خلال تضافر جهود الحكومة، وجمعيات حماية المستهلك، والمستهلكين، لحماية صحة المواطنين والحفاظ على سمعة المنتج الوطني.

عن: اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: