الخميس, 30 أكتوبر 2025 06:28 PM

الفاشر السودانية: صور الأقمار الصناعية تكشف عن مجازر مروعة وفظائع بحق المدنيين

الفاشر السودانية: صور الأقمار الصناعية تكشف عن مجازر مروعة وفظائع بحق المدنيين

كشف تقرير لصحيفة «تلغراف» البريطانية عن صور التقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية، تُظهر الوضع المأساوي في مدينة الفاشر السودانية، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، إثر حصار دام أكثر من عام ونصف.

تظهر الصور بقع دماء حمراء تلطخ الرمال المحيطة بالفاشر، والتي يعتقد أنها ناجمة عن مقتل أكثر من ألفي مدني. وتفيد الصحيفة بأن برك الدماء وأكوام الجثث المكدسة واضحة للعيان من الفضاء. وقد اتهمت الميليشيات المدافعة عن المدينة إلى جانب الجيش، «قوات الدعم السريع» بارتكاب «جرائم شنيعة ضد المدنيين الأبرياء»، مشيرة إلى أن معظم الضحايا من النساء والأطفال وكبار السن.

وجهت دول إقليمية ودولية ومنظمات أممية وتقارير محلية اتهامات لـ «قوات الدعم السريع» بارتكاب مجازر مروعة تصل إلى حد الإبادة الجماعية في الفاشر. وتشير التقارير الواردة من المدينة إلى أن «قوات الدعم السريع» شنت حملة رعب، وارتكبت فظائع لا توصف، بما في ذلك «إعدام أكثر من 2000 مدني أعزل» منذ الأحد، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى موثقة بصور الأقمار الاصطناعية.

كما يظهر في أحد الفيديوهات جندي طفل يقتل رجلاً بالغاً بدم بارد، بينما يُظهر فيديو آخر مقاتلين من «قوات الدعم السريع» يعدمون مدنيين بعد تظاهرهم بإطلاق سراحهم.

على الرغم من عدم التأكد من العدد الإجمالي للقتلى، إلا أن صور الأقمار الاصطناعية التي التقطت بعد سقوط المدينة، إثر حصار دام 18 شهراً، تظهر أدلة على عمليات قتل جماعي.

وكشف تحليل أجراه مختبر أبحاث الشؤون الإنسانية في كلية ييل الأميركية للصحة العامة، عن وجود مجموعات من الأجسام «تتوافق مع حجم الجثث البشرية» و «تغيرات في لون الأرض مائلة إلى الحمرة» يُعتقد أنها إما دم أو تربة ملوثة. وقد وُجدت أجسام بحجم الجثث متجمعة حول المركبات وعلى طول ساتر رملي أقامته «قوات الدعم السريع» حول المدينة. كما وردت تقارير عن إطلاق النار على مدنيين أثناء محاولتهم الخروج والفرار.

وأشار مختبر أبحاث الشؤون الإنسانية في كلية ييل الأميركية للصحة العامة إلى وجود أدلة على «عمليات تطهير من منزل إلى منزل»، وخلص إلى أن «الفاشر» تشهد عملية تطهير عرقي ممنهجة ومتعمدة ضد مجموعات عرقية سودانية.

وقد لجأ أكثر من ربع مليون شخص إلى المدينة تحت وطأة الجوع والقصف، بينما كانت تعتبر آخر معقل للجيش في منطقة دارفور الشاسعة.

ووفقاً للتقرير، أظهرت صور حلّلها المختبر «أجساماً بحجم جسم الإنسان» قرب مواقع الدعم السريع، وحولها «آثار حمراء» على الأرض يشتبه بأنها آثار دم. كما لوحظ وجود جثث في أطراف المدينة، مما يعزز صحة المقاطع المصورة المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الأحد عن إعدامات جماعية للمدنيين أثناء فرارهم. وتظهر صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية حركة نزوح كثيفة للسكان باتجاه الجنوب.

وقال ناثانيال رايموند، مدير المختبر، إن «مستوى العنف وعدد الحوادث في دارفور يتجاوز كل ما شاهده حتى الآن»، وأوضح أن امتلاك «قوات الدعم السريع» معدات جوية يجعل «من المستحيل على أي شخص الاختباء، فهم قادرون على رؤية كل شيء من الجو».

ودعا مختبر البحوث الإنسانية العالم إلى التحرك الفوري لممارسة أقصى الضغوط على «قوات الدعم السريع» وداعميها لوقف القتل، مشيراً إلى أن هذه الأحداث الموثقة تشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

وشكَّلت الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في الأشهر الماضية النقطة الساخنة في الصراع المستمر بين الجيش و«قوات الدعم السريع» منذ أبريل (نيسان) 2023. وقالت القوة المشتركة في بيان إن «(قوات الدعم السريع) ارتكبت جرائم فظيعة بحق مدنيين أبرياء في مدينة الفاشر، حيث أُعدم وقتل أكثر من ألفي مواطن أعزل يومي 26 و27 أكتوبر (تشرين الأول)، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن».

أخبار سوريا الوطن١- الشرق الأوسط

مشاركة المقال: