الثلاثاء, 24 يونيو 2025 12:39 AM

تدهور زراعة الخضروات الصيفية في دير الزور يهدد الأمن الغذائي بسبب نقص المياه

تدهور زراعة الخضروات الصيفية في دير الزور يهدد الأمن الغذائي بسبب نقص المياه

يواجه مزارعو ريف دير الزور الغربي تحديات جمة هذا الموسم، حيث يشهد تراجعاً ملحوظاً في زراعة الخضروات الصيفية. يعزى هذا التدهور إلى عوامل متعددة، أبرزها شح مياه نهر الفرات ونقص المستلزمات الزراعية الأساسية.

أفاد عدد من الفلاحين بأن الاعتماد على مياه الآبار المالحة في ري المزروعات أدى إلى تلف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، مما تسبب في انخفاض حاد في إنتاج الخضروات. وقد انعكس ذلك سلباً على الأمن الغذائي المحلي وزاد من الأعباء المعيشية للسكان.

الفلاح علي الخلف، من بلدة حوايج ذياب شامية في ريف دير الزور الغربي، أوضح أن البلدة تضم حوالي 9 آلاف قسم زراعي، يعتمد نصفها تقريباً على مياه الآبار الجوفية، التي يعتبرها غير صالحة للزراعة بسبب ارتفاع نسبة الملوحة فيها. وأشار الخلف في حديث لمنصة إخبارية إلى أن "هذه المياه تسببت في ظهور ما يعرف محلياً بـ (الصبخ)، وهي عبارة عن تراكم الأملاح في التربة، مما أضعف الإنتاج وألحق أضراراً جسيمة بالمحاصيل". ودعا الخلف إلى تقديم الدعم للزراعة في المنطقة من خلال إنشاء جمعيات زراعية تساهم في إيصال مياه نهر الفرات إلى أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الزراعية.

من جهته، أكد الفلاح عبود العكيرشي أن الموسم الحالي شهد عزوف عدد كبير من الفلاحين عن زراعة الخضروات الصيفية، وذلك بسبب غياب الدعم الحكومي وارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، التي أصبحت نادرة أو تباع بأسعار تفوق قدرة المزارعين. وأضاف العكيرشي في تصريح مماثل أن "تراجع الزراعة هذا العام أجبرنا على شراء الخضروات من الأسواق بأسعار مرتفعة، وهو ما لم نكن نضطر إليه في السنوات السابقة. لقد أصبحنا نتحمل أعباء إضافية مع تدني الدخل وارتفاع التكاليف". وشدد على أهمية تأسيس جمعيات زراعية فاعلة تعمل على إعادة تنظيم القطاع الزراعي وتوفير وسائل ري حديثة ومصادر مياه بديلة تدعم استدامة الإنتاج.

يُذكر أن ريف دير الزور يعتبر من المناطق الزراعية الحيوية التي لطالما اعتمد عليها السكان في توفير احتياجاتهم من الخضروات والمنتجات الصيفية، إلا أن التحديات المتراكمة تهدد مستقبل الزراعة في المنطقة ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ الموسم الزراعي المقبل.

مشاركة المقال: