الخميس, 23 أكتوبر 2025 12:24 AM

حلب: زيارات متبادلة بين الحكومة السورية وقسد تمهد لتفاهمات أمنية جديدة

حلب: زيارات متبادلة بين الحكومة السورية وقسد تمهد لتفاهمات أمنية جديدة

شهدت مدينة حلب زيارات متبادلة بين وفود من الحكومة السورية وقيادات من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في خطوة تمهد لتفاهمات أمنية جديدة في المنطقة.

في 21 تشرين الأول، زار وفد من وزارة الداخلية في الحكومة السورية، برئاسة قائد فرع الأمن الداخلي في حلب، محمد عبد الغني، حيي الأشرفية والشيخ مقصود. ورافق الوفد قياديون من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في جولة وصفت رسميًا بأنها "زيارة أمنية ميدانية"، وفقًا لما أعلنته قوى الأمن الداخلي (أسايش) عبر فيسبوك. وأشار بيان أسايش إلى أن الجولة تهدف إلى تعزيز التنسيق الأمني وحماية الاستقرار في الحيين، دون الإشارة إلى أي ترتيبات أو تفاهمات جديدة.

تفاصيل الزيارة وأهدافها

أوضح المكتب الصحفي لمديرية الأمن الداخلي في حلب، أن الزيارة تأتي في إطار متابعة تنفيذ البنود المتبقية من اتفاق نيسان الماضي. في المقابل، أكد مصدر عسكري خاص أن الزيارة تأتي في سياق اجتماعات مكثفة تعقد منذ أيام بين ممثلين عن الحكومة السورية وقياديين من قسد، وتشمل ترتيبات أمنية جديدة من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ خلال الأيام القليلة المقبلة.

وبحسب المصدر، سيتم خلال الأيام الثلاثة المقبلة سحب الحواجز والنقاط العسكرية التابعة للجيش السوري وقسد من مداخل حيي الأشرفية والشيخ مقصود، على أن يتسلم جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية مهام الانتشار في دواري "الأول" و"الثاني" في حي الأشرفية، تمهيدًا لتوسيع نطاق وجوده تدريجيًا في المنطقتين. وأضاف المصدر أن قسد ستسحب جزءًا من قواتها العسكرية إلى مناطق شرق الفرات، بالتوازي مع انضمام نحو 250 عنصرًا من قوى "أسايش" إلى جهاز الأمن العام السوري.

كما أشار المصدر إلى أن حي السكن الشبابي، الواقع شمال حلب، والمربوط حاليًا بنقاط سيطرة تابعة لقسد، سيعاد تسليمه للإدارة المدنية في المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما تتواصل الاجتماعات اليومية بين الجانبين في كل من حلب والقامشلي لتثبيت تفاصيل الخطة وآليات التنفيذ. وأوضح أن الانتشار الجديد سيبدأ من حي الأشرفية، الذي سيعتبر منطقة اختبار لعمل الأمن العام، قبل الانتقال إلى الشيخ مقصود خلال مرحلة لاحقة، بواقع تقدم ميداني تدريجي كل ثلاثة أيام.

وفي سياق متصل، لفت المصدر إلى أن التطورات الحالية تتزامن مع تحركات ميدانية سابقة إلى مدينة الطبقة، حيث زار قائد فرع الأمن الداخلي لحلب محمد عبد الغني المدينة قبل يومين، وجرى الحديث عن "تنسيق أمني مشابه" في بعض المناطق التي تخضع لتداخل إداري وأمني بين القوات الحكومية وقسد. وأضاف أن الوفد اصطحب معه خلال الزيارة ستة أسرى من عناصر الجيش السوري كانت تحتجزهم قسد.

إعادة فتح الطرقات كبادرة حسن نية

أعلنت أسايش إعادة فتح طريق الأشرفية عند حاجز مشفى "اليوناني"، بالتنسيق مع إدارة "الأمن العام"، ضمن ما وصفته بتنفيذ بنود الاتفاقيات المبرمة بين الجانبين. وقالت أسايش في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية، إن الخطوة تهدف إلى تسهيل حركة الأهالي وتنظيم الدخول والخروج من الحي، وتأتي في إطار تعزيز التعاون والتنسيق الميداني بين المؤسسات المعنية، وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.

زيارات سابقة وتفاهمات أولية

سبق أن استقبلت قسد في مدينة الطبقة وفدًا من الحكومة السورية، وبحث الجانبان التوترات في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، وسبل معالجتها عبر قنوات التنسيق بين الجانبين. ووفق ما نشر حينها، تضمنت اللقاءات مبادرات متبادلة هدفت إلى تخفيف التوتر وتعزيز الثقة، من بين تلك الأمور تسليم عدد من عناصر قوات الحكومة كانوا موقوفين لدى قسد.

وأكدت مديرية الأمن الداخلي في حلب، أن الاجتماعات بين الطرفين تعقد بشكل متكرر، وتتناول ملفات أمنية وخدمية تتعلق بتنظيم الوجود في الأحياء الشمالية من المدينة. ومع مطلع نيسان الماضي، جرى اتفاق بين الطرفين نص على خروج القوات العسكرية التابعة لقسد والإبقاء على "قوى الأمن الداخلي" (الأسايش) تمهيدًا لضمها إلى وزارة الداخلية في الحكومة السورية. الاتفاق، الذي تضمن 14 بندًا، شمل تبييض السجون بين الجانبين، وفتح الطرقات وإزالة السواتر الترابية، وإعادة دمج المؤسسات المدنية في الحيين ضمن مؤسسات محافظة حلب. ونفذ من الاتفاق حينها خروج رتلين عسكريين يضمان أكثر من 900 عنصر من قسد، إلى جانب تبادل موقوفين وسجناء على ثلاث دفعات، قبل أن تتوقف التحركات الميدانية خلال الأشهر التالية.

مشاركة المقال: