الأحد, 27 يوليو 2025 02:19 PM

رحيل زياد الرحباني: خسارة للإبداع والفن العربي

رحيل زياد الرحباني: خسارة للإبداع والفن العربي

بقلم: جهاد أيوب

خبر صادم ومفجع، رحل زياد عاصي الرحباني، ابن فيروز، بعد أن أنهكه جسده، مودعًا عالمنا دون وداع. لكن زياد لم يفارقنا، فهو باقٍ في الشباب والوطن بكل ما فيه من تناقضات. زياد الرحباني، هو زياد الرحباني وكفى!

استطاع زياد جذب الشباب العربي إلى عالمه الفريد، بجنونه وتميزه، ومفرداته الموسيقية والمسرحية، وقفشاته الساخرة، وحواراته العميقة، وانتقاده اللاذع لأوضاعنا. لقد وضع نقاطًا للبحث عن الإنسان في وطن الكذبة. كبرنا مع زياد، ورغم خلافاتنا وشجاراتنا وتناقضاتنا، كان زياد الرحباني الفن الجامع، والشخصية الحاضنة رغم كل الخصومات الفكرية والعقائدية والحزبية والمناطقية!

زياد ظاهرة محببة تشبهنا من لحم وفكر ودم! سرقت منه الحياة، فصنع حياتنا بوجوده، وسرق منه العمر، فأسعد أعمارنا بعمره، وسرق منه الطفل لكونه ابن المشاهير، فعمل على أن يكون الطفل فيه وفينا دون انقطاع، وسرق منه الوطن، فقام ببناء وطن زياد الرحباني كي نعيش فيه، وننتقد، ونضحك، ونصفع، ونكمل المسير…

عاش زياد يبحث عما سُرق منه، وعشنا خلفه نطالب بالمزيد… هذا الزياد كان وطن كل الأجيال العربية، ورحيله يعني الخنجر الذي زرع في الفكر ليزيد الهم العربي هماً، ويؤكد أننا أمة تقتل الأنبياء فيها! زياد الرحباني هو الأمل الذي تبقى لنا في الفن والإبداع والفكر وبقايا أحزاب، ولكن الله يصر أن نتعذب من الطفولة إلى الكهولة إلى حين!

مات زياد الرحباني…زاد الفن العربي جهلاً، وتكالبت الجملة الموسيقية الصهيونية على تراثنا الذهبي، واحتل التنك الفكري مساحة كبيرة، وخسر المسرح أيقونة تثبيته وتحاوره وتجذب الجمهور إليه… مات زياد الرحباني العبقري، فخسف النغم، واسود السطر، وخفت ضوء الصوت، وكان الله في عوننا…

(اخبار سوريا الوطن1-منتدى الفكر السياسي والأدبي)

مشاركة المقال: