السبت, 9 أغسطس 2025 05:52 AM

سوريا وتركيا تعززان الشراكة الاقتصادية بتوقيع اتفاقيات ومجلس أعمال مشترك

سوريا وتركيا تعززان الشراكة الاقتصادية بتوقيع اتفاقيات ومجلس أعمال مشترك

في خطوة تؤكد الرغبة المشتركة بين سوريا وتركيا في بناء شراكة اقتصادية استراتيجية تعود بالنفع على البلدين، قام وفد اقتصادي سوري رفيع المستوى برئاسة وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار بزيارة إلى أنقرة في الفترة من 4 إلى 7 آب الجاري.

تفاهمات ترسي دعائم شراكة مستدامة

ناقشت الزيارة فرص التعاون بين البلدين لدعم عملية إعادة الإعمار في سوريا، وتكللت بتوقيع 10 مذكرات تفاهم، والإعلان عن تأسيس مجلس الأعمال السوري التركي بهدف تعزيز التعاون بين مؤسسات البلدين وتفعيل قنوات الاتصال المباشر بين القطاع الخاص فيهما، مما يعود بالإيجاب على الشعبين السوري والتركي. وشملت التفاهمات أيضاً دعم المشاريع الاستثمارية المشتركة، وتبادل الخبرات في مجالات التنمية الإدارية والصناعية والتكنولوجيا الحديثة.

تعزيز التعاون مع الجمعيات الاقتصادية

لم تقتصر زيارة الوفد الاقتصادي السوري على لقاء المسؤولين الأتراك، بل شملت أيضاً لقاء مع ممثلي جمعية رجال الأعمال التركية “Musiad‎” التي تضم حوالي 50 ألف رجل أعمال لديهم استثمارات رائدة في تركيا ومختلف دول العالم. بحث اللقاء سبل تعزيز التعاون في مجالات الصناعة والتجارة، وفتح قنوات جديدة للتبادل الاقتصادي، وأبدت الجمعية استعدادها الكامل لدعم المشاريع التنموية في سورية، معتبرة أن التعاون المشترك يمثل أساساً لتحقيق الاستقرار والنمو في المنطقة. كما زار الوفد جمعية رجال الأعمال والصناعيين المستقلين “ASKON” حيث تركزت المباحثات على فرص الاستثمار في الصناعات التحويلية، وإقامة معارض وفعاليات اقتصادية مشتركة تجمع رجال الأعمال من البلدين. وأكد الجانبان أن هذه الخطوات تمثل قاعدة صلبة لانطلاقة جديدة في العلاقات الاقتصادية الثنائية.

تعاون في مجال التصنيع الرقمي

بهدف مواكبة التطورات التكنولوجية، زار الوفد مركز “MEXT” للتكنولوجيا، واطلع على أحدث أنظمة التصنيع الرقمي، وناقش إمكانية نقل هذه التقنيات إلى السوق السورية لتعزيز القدرة الإنتاجية، ورفع تنافسية المنتج الوطني.

الجالية السورية شريك في إعادة الإعمار

اختتمت الزيارة بلقاء موسع مع أبناء الجالية السورية في إسطنبول ضمن فعاليات مؤتمر “سوريا تستقبل العالم” بمشاركة مجلس رجال الأعمال السوري التركي، لبحث آليات ربط خبرات المغتربين وإمكاناتهم بمشاريع التنمية الوطنية باعتبارهم شريكاً أساسياً في مسيرة إعادة الإعمار.

محطة مهمة في تاريخ العلاقات السورية التركية

وصف الوزير الشعار الزيارة بأنها محطة مهمة في تاريخ العلاقات السورية التركية التي لم تكن يوماً مجرد تعاون سياسي أو اقتصادي، بل تجسيداً لعمق الجغرافيا والتاريخ، مشيراً إلى أن تركيا لم تكن في سنوات الثورة السورية دولة جارة فحسب بل وطناً ثانياً لملايين اللاجئين السوريين وهي شريك إستراتيجي لا غنى عنه، ومدعوة لتكمل مع الشعب السوري طريق البناء والإنتاج. من جانبه، أشاد وزير التجارة التركي عمر بولاط بالتطور السريع للعلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بينهما وصل إلى 1.9 مليار ليرة خلال 7 أشهر، ما يفتح المجال لآفاق أوسع من التعاون. هذه الزيارة تمثل خطوة متقدمة ستتبعها خطوات حثيثة لبناء شراكة إستراتيجية سورية – تركية، قوامها التعاون المتبادل، وتوسيع التبادل التجاري، وتمكين المشاريع المشتركة، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين، ويعزز الاستقرار والنماء في المنطقة.

اخبار سورية الوطن 2_سانا

مشاركة المقال: