الخميس, 23 أكتوبر 2025 12:24 AM

من مركز لتصنيع الكبتاغون إلى شريك إقليمي: سوريا تكثف جهود مكافحة المخدرات

من مركز لتصنيع الكبتاغون إلى شريك إقليمي: سوريا تكثف جهود مكافحة المخدرات

بعد سنوات من تحول سوريا إلى بؤرة عالمية لإنتاج وتهريب الكبتاغون في عهد النظام السابق، تشهد البلاد تحولاً ملحوظاً نحو مكافحة هذه الآفة. تقود الحكومة السورية حملة أمنية ومجتمعية واسعة بالتنسيق مع دول الجوار والمنظمات الدولية، بهدف إعادة الاستقرار والأمن إلى سوريا.

في عملية مشتركة مع العراق، أعلنت وزارة الداخلية أن إدارة مكافحة المخدرات، بالتنسيق المباشر مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات في العراق، ضبطت 1272000 حبة كبتاغون و 108 كغ من الحشيش، وألقت القبض على عدد من المتهمين المطلوبين دولياً ضمن شبكات التهريب العابرة للحدود. وقبل ذلك، أحبطت السلطات السورية والعراقية محاولة تهريب كمية كبيرة من الكبتاغون عبر الحدود الشرقية، وضبطت أكثر من 1.3 مليون حبة كبتاغون في الثاني من تموز الماضي.

بالتعاون مع السلطات السورية، تمكنت السلطات التركية من القبض على عامر جديع الشيخ، أحد أخطر مهربي المخدرات، وتسليمه إلى دمشق في السادس عشر من آب الماضي. كما تم بالتنسيق مع السلطات السعودية في الثامن والعشرين من حزيران الماضي إحباط محاولة تهريب 200 ألف حبة كبتاغون، حيث تم ضبط شحنة مخدرات داخل منشآت صناعية في محافظتي إدلب وحلب.

أشاد وزير الاتصال الحكومي الأردني محمد المومني بالجهود السورية في ضبط الحدود، مؤكداً حدوث انخفاض كبير في نسبة تهريب المخدرات عبر المعابر الرسمية. وأشار وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي إلى تراجع تهريب المخدرات من سوريا إلى لبنان بشكل ملحوظ في تموز الماضي.

وفقاً لتقارير دولية، كانت سوريا في عهد النظام السابق أكبر منتج للكبتاغون في العالم، بعوائد مالية ضخمة وصلت إلى مليارات الدولارات سنوياً، وكانت شبكات التهريب تُدار من جهات مرتبطة بالنظام.

توازياً مع حملة مكافحة المخدرات، عملت الجهات المعنية في سوريا على تطوير إدارة مكافحة المخدرات، وافتتاح مراكز جديدة لعلاج الإدمان، وتنفيذ حملات توعوية في المدارس والجامعات، والتعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز البرامج الوطنية.

صرح وزير الداخلية، أنس خطاب، بأن الحرب على المخدرات ليست أمنية فقط، بل هي مسؤولية وطنية وأخلاقية، مؤكداً العمل بكل قوة لتحرير سوريا من هذه الآفة وإعادة الأمن والاستقرار للأجيال القادمة.

تسير سوريا بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل آمن خالٍ من الكبتاغون، عبر تعزيز التعاون الإقليمي وتنفيذ سياسات وطنية متكاملة، بهدف إعادة الثقة لشعبها ومحيطها الإقليمي.

مشاركة المقال: