الأربعاء, 3 ديسمبر 2025 04:14 PM

نظرة في كتاب "سأخون وطني" لمحمد الماغوط: قراءة في مرآة الواقع العربي

نظرة في كتاب "سأخون وطني" لمحمد الماغوط: قراءة في مرآة الواقع العربي

يستعرض هذا المقال كتاب "سأخون وطني" للراحل محمد الماغوط، وهو عبارة عن مجموعة مقالات وزوايا نُشرت في مجلات مختلفة خلال ثمانينات القرن الماضي. صدر الكتاب عن دار رياض نجيب الريّس في بيروت عام 1987.

على الرغم من مرور نحو أربعة عقود على نشرها، لا تزال مقالات الماغوط تحتفظ براهنيتها، ما يعكس، بحسب المقال، تراجع العرب سياسياً وتضامنياً ووحدوياً مقارنةً بتلك الفترة. يصف رياض نجيب الريّس الكتاب بأنه "ديوان شعر" وليس مجرد كتاب في السياسة، وأن مواضيعه "قصائد" وليست مجرد تعليقات عابرة.

يرى الريّس أن الماغوط في هذا الكتاب "يخون وطنه، وطن الذل والقهر والعبودية"، أي الوطن الذي يمثل الظلم والإرهاب والاضطهاد. ويشير إلى أن الماغوط عاش في حالة من "هذيان الرعب والحرية"، واستطاع خلالها أن يسخر بقلمه ويكشف عوج الأمة.

في مقدمته للكتاب، يصف زكريا تامر محمد الماغوط بأنه "أديب طريف، مثير للعجب"، مشيراً إلى أنه يعلن عن نيته خيانة وطنه في زمن تُرتكب فيه الخيانات سراً. ويميز تامر بين نوعين من الأوطان: "أوطان مزورة" تمثل أوطان الطغاة، و"أوطان حقيقية" تمثل أوطان الناس الأحرار.

ويضيف زكريا تامر أن الماغوط ينجح في هذا الكتاب في الجمع بين المتناقضات، مثل الليل والنهار والأمل واليأس، ليقدم صورة عن معاناة الإنسان العربي من سياسييه ومثقفيه وجنده وشرطته وأجهزة إعلامه، والتي تتجسد في فقدان الحرية.

يقتبس المقال جزءاً من زاوية بعنوان "في قطار يجري أو طائرة تحوم"، حيث يعبر الماغوط عن استيائه من الانقسامات الطائفية والعشائرية التي تفرق الأمة، بينما تتقدم المختبرات الفضائية في استكشاف الكواكب. ويتساءل عن دور "الوطنيين الوحدويين" الذين لا ينتمون إلى أي فخذ أو عشيرة أو طائفة سوى الوطن.

ويختتم المقال بالتساؤل عما إذا كان أصحاب العقول والبصائر سيتعظون ويدركون خطورة الوضع.

مشاركة المقال: