استقبل الدكتور نصر الدين العبيد، المدير العام للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"، وفداً فنياً رفيع المستوى من وزارة الزراعة في الجمهورية اللبنانية، برئاسة الدكتورة فاتن رعد، المنسقة الفنية بالوزارة، في مقر المنظمة بدمشق.
تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتينة بين الجانبين، واستكشاف آفاق أوسع للتعاون المثمر الذي يخدم المصالح المشتركة ويدعم بقوة الجهود المبذولة لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة في لبنان والمنطقة العربية ككل.
وخلال الاجتماع، قدم الدكتور العبيد عرضاً تفصيلياً حول الأنشطة البحثية والعلمية الرائدة التي يضطلع بها أكساد، مسلطاً الضوء على الإنجازات المتميزة التي حققتها المنظمة من خلال تطوير سلالات نباتية وحيوانية مبتكرة تتسم بقدرتها الفائقة على تحمل الجفاف والتكيف مع التغيرات المناخية، بالإضافة إلى التقنيات المتطورة في مجال حصاد المياه والإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية في البيئات القاحلة.
كما أشاد الدكتور العبيد بنجاح "أكساد" في إدخال زراعات جديدة واعدة إلى لبنان، وعلى رأسها زراعة الزعفران، التي تمثل قيمة اقتصادية مضافة للمزارعين اللبنانيين، مؤكداً التزام المنظمة الراسخ تجاه لبنان، وتقديم الدعم الكامل في كافة الإمكانيات المتاحة، من خلال تنفيذ المشاريع التنموية بواسطة خبراء أكساد، لضمان أعلى مستويات الجودة والفعالية في الإنجاز.
من جهتها، أشادت الدكتورة فاتن رعد بالجهود الحثيثة التي تبذلها منظمة أكساد في مجالات البحث العلمي وتطوير التقنيات الزراعية الملائمة للبيئات الجافة والقاحلة، وأكدت على الأهمية البالغة لاستمرار وتوسيع نطاق التعاون البناء بين وزارة الزراعة اللبنانية وأكساد في جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، لا سيما في ظل التحديات الراهنة التي تواجه القطاع الزراعي.
وقد أسفر الاجتماع عن التوقيع على محضر تعاون فني وعلمي بين "أكساد" ووزارة الزراعة اللبنانية، يهدف إلى وضع إطار عملي لتنفيذ المشاريع المشتركة وتبادل الخبرات بشكل فعال ومثمر. كما قام الوفد بجولة ميدانية متخصصة شملت زيارة المخابر ومخبر الزراعة النسيجية للنخيل إضافة لمحطة أبحاث "أكساد" في منطقة "بوقا"، اطلع فيها على الطريقة العلمية والفنية الدقيقة التي يتم بها إنتاج وإكثار غراس الزيتون عالية الجودة، والتي يساهم بها "أكساد" بشكل دائم في تزويد الجمهورية اللبنانية والدول العربية بمئات الآلاف من هذه الغراس سنوياً.
وقد أعرب الوفد عن إعجابه الشديد بالمستوى المتقدم للمحطات البحثية، مؤكداً أن ما شاهده على أرض الواقع يعكس حجم الجهد البحثي الكبير الذي يقوم به "أكساد" لخدمة وتطوير الزراعة العربية، وتحقيق الأمن الغذائي والحد من التغييرات المناخية على الزراعة بشقيه النباتي والحيواني.
(أخبار سوريا الوطن-١)