يواجه سكان حي المعادي في شرق حلب تحديات جمة منذ عودتهم إلى منازلهم بعد سنوات الحرب، حيث تتفاقم الأزمات الخدمية والمعيشية لتطال جميع جوانب حياتهم اليومية. يعاني الحي من نقص حاد في المياه والكهرباء، بالإضافة إلى الاكتظاظ الشديد في المدارس وتراكم النفايات بين المباني المتضررة.
يقول نجيب أحمد دسم، أحد سكان الحي، لمنصة سوريا 24، إن الحفر المنتشرة في الحي تحولت إلى ملاجئ للحيوانات ومكبات للنفايات، مما يتسبب في انتشار الروائح الكريهة وظهور الأفاعي والحشرات. ويضيف أن تسرب مياه الصرف الصحي إلى الأقبية يشكل خطرًا جسيمًا.
ويشير المواطن أسامة دباس إلى أن السكان يضطرون إلى شراء المياه أو جلبها من خارج الحي بسبب الانقطاع المستمر. كما أن الكهرباء مقطوعة منذ أيام، في حين يغطي الغبار المنازل والأطفال بسبب الأبنية المتضررة المهجورة. ويزيد بعض السكان من معاناة الجميع بحرقهم للإطارات والنفايات.
وفيما يتعلق بالتعليم، توجد مدرسة واحدة فقط تستقبل الطلاب، حيث أفاد عدد من المعلمين في الحي، الذين التقاهم مراسل منصة سوريا 24، بأن عدد الطلاب في بعض الفصول وصل إلى 75 طالبًا. ولا تزال ثلاث مدارس أخرى مدمرة، مما يجبر الأهالي على إرسال أبنائهم إلى مدارس خارج الحي.
وعلى الرغم من هذه المعاناة، تبقى الجهود المبذولة محدودة. فالمبادرات الفردية وبعض أنشطة الجمعيات والمنظمات لا تكفي لإعادة الحياة الطبيعية إلى الحي. ويقول عبد العزيز إبراهيم، عضو لجنة حي المعادي، لمنصة سوريا 24، إن حوالي 300 عائلة عادت بالفعل بعد التحرير، لكن المشكلات تفوق قدرة اللجنة، التي يقتصر دورها على تسجيل العائلات وتوزيع المساعدات المتاحة والتواصل مع البلدية والشؤون الاجتماعية، مع التأكيد على ضعف الاستجابة.
ويشدد إبراهيم على حاجة الحي إلى تدخل جاد وسريع لإعادة الخدمات الأساسية وتأهيل البنية التحتية، مما يسمح للعائلات العائدة بالعيش بكرامة.
بين انقطاع المياه والكهرباء، وتدمير المدارس، وتكدس القمامة، يواجه سكان حي المعادي واقعًا مريرًا يضاف إلى أعباء الحياة اليومية. وفي ظل هذا الوضع، تظل الأوضاع في حي المعادي شرق حلب بعيدة عن الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، مما يتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية لإعادة الخدمات الأساسية وتأهيل البنية التحتية، بما يضمن بيئة آمنة ومستقرة للعائلات العائدة، ويخفف من وطأة التحديات اليومية التي تثقل كاهل السكان.