الخميس, 9 أكتوبر 2025 01:56 PM

تراجع إنتاج زيت الزيتون في الساحل السوري بسبب الجفاف والحرائق وارتفاع الأسعار يهدد المستهلكين

تراجع إنتاج زيت الزيتون في الساحل السوري بسبب الجفاف والحرائق وارتفاع الأسعار يهدد المستهلكين

صفاء سليمان ـ اللاذقية

مع بداية موسم جني الزيتون، تحققت مخاوف المزارعين من انخفاض حاد في الإنتاج، وسط توقعات بارتفاع كبير في أسعار الزيت والزيتون في الأسواق المحلية. يتفق العاملون في هذا المجال على أن السبب الرئيسي لهذا التراجع يعود إلى الجفاف الذي شهدته البلاد والحرائق التي اندلعت في الساحل السوري خلال الأشهر الماضية، والتي أثرت بدورها على زهر الزيتون، مما يهدد سبل عيش المزارعين الذين يعتمدون على هذا الموسم كمصدر دخل أساسي.

يشير خبراء الزراعة إلى الارتفاع الكبير في تكاليف إنتاج الزيتون، حيث يتطلب الإنتاج أسمدة، وضخ مياه عبر مولدات تعمل بالوقود، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المبيدات الحشرية وتكاليف قطف الزيتون ونقله وعصره، مما يؤدي في النهاية إلى ارتفاع سعره في الأسواق المحلية بشكل لا يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين. ومع استمرار العمل بقرار منع تصدير موسم زيت الزيتون، الذي صدر في عهد النظام السابق دون أي تعديل أو إلغاء من الحكومة الجديدة، يبدو أن الموسم يواجه تحديات كبيرة.

تذمر مزارعين

أعرب أبو وائل، وهو مزارع من قرية كرم فوزي في ريف جبلة، لـ نورث برس عن استيائه قائلاً: "موسم هذا العام كان شحيحاً مقارنة بالعام الماضي، حيث انخفض بنسبة 70% نتيجة للظروف الجوية وانتشار الحرائق، مما تسبب في خسائر كبيرة للمزارعين بسبب ارتفاع تكاليف الأسمدة الكيماوية والعضوية". وأضاف: "من أهم أسباب ضعف الموسم قلة الأمطار والحرائق التي تسببت في ارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى جفاف أثر على موسم الزيتون لهذا العام".

ويتفق معه أبو عمار من قرية عين شقاق في ريف جبلة، قائلاً: "الموسم ضعيف بسبب قلة الأمطار والإصابة ببعض الآفات التي تصيب الزيتون كعين الطاووس وغيرها، مما يتسبب في فرط زهر الزيتون وعدم عقده، ما يؤدي إلى ضعف الموسم إضافة إلى الجفاف الذي لا يلائم شجر الزيتون".

وتابع أبو وائل حديثه لنورث برس: "الزيتون يحتاج إلى العناية والرش والسقاية في فصل الصيف، وهذا غير متوفر في القرى". ويشتكي من "ارتفاع تكاليف إنتاج الزيتون وهي أكبر من حجم إنتاجه بسبب غلاء سعر الأسمدة والمبيدات الحشرية إضافة إلى تكاليف حراثة الأرض".

ضعف الإنتاج

قال نوار من قرية كرم فوزي لنورث برس: "الموسم كان خفيفًا هذا العام، قد يكون بسبب الجفاف أو الحرائق. لدي بستان زيتون ولكن الموسم جاء خفيفًا جدًا، مما يجعلنا نعجز عن تأمين مونتنا من الزيت والزيتون". وأضاف: "قلة المياه سببت جفافًا فلم نستطع سقاية الحقل، موسم إنتاج العام الماضي كان 80% أما هذا العام فلا يتجاوز 10%"

ورفض سعيد، وهو تاجر زيت في اللاذقية، الظهور أمام الكاميرا وقال لنورث برس: "إن سعر الكالون العام الماضي كان بين مليون ومليون ونصف ليرة سورية حسب الجودة، ولكن هذا العام مع ضعف الإنتاج سيقل العرض في الأسواق، مما يؤدي إلى ارتفاع سعره 50% عن العام الماضي، ما يسبب عبئًا كبيرًا على السكان".

ومع ضعف الإنتاج وارتفاع التكاليف، تواجه الأسواق المحلية أزمة حقيقية، ولا يزال موسم الزيتون هذا العام مهددًا بالكساد، مما يزيد الأعباء الاقتصادية على المزارعين ويجعل أسعار الزيت والزيتون في ارتفاع مستمر.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: