عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة لمناقشة ملف الأسلحة الكيميائية في سوريا، حيث استعرض ممثلو الدول الأعضاء وجهات نظرهم حول آخر التطورات في هذا الملف. وقد سادت الجلسة أجواء إيجابية أكثر انفتاحاً مقارنة بالسنوات السابقة.
كلمة المندوب السوري
أعرب السفير إبراهيم علبي، المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة، عن فخره بتمثيل "سوريا الجديدة التي تعمل بلا كلل لتكون مصدراً للسلام والازدهار". وأشار إلى أن العاملين على ملف الأسلحة الكيميائية في دمشق هم "شهود وناجون" مصممون على القضاء على هذا السلاح نهائياً، مؤكداً على صبرهم وشجاعتهم رغم نقص المعدات والخبرات.
كما أوضح أن سوريا وقعت اتفاقاً تاريخياً مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول الامتيازات والحصانات، مما يوفر "إطاراً قانونياً يسهّل عمل المنظمة للوصول إلى المواقع والمعلومات المطلوبة". وأكد أن بلاده لن تسمح باستخدام هذا السلاح مجدداً، وستبذل كل الجهود لمحاسبة المتورطين، مذكراً باستقبال الرئيس السوري للناجين وذوي الضحايا في القصر الرئاسي خلال الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الغوطة الكيميائية، وتأكيده لهم بأن "معاناة الضحايا لن تتكرر".
موقف الولايات المتحدة
رحب ممثل الولايات المتحدة بتعيين السفير علبي، مثمناً التقدم الذي أحرزته الحكومة السورية في تعاونها مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية منذ كانون الأول الماضي. واعتبر هذا التعاون خطوة مهمة، لكنه نبّه إلى ضرورة "مضاعفة الجهود للتخلص الكامل من الأسلحة الكيميائية المتبقية من عهد نظام الأسد".
موقف بريطانيا
أكدت مندوبة بريطانيا أن المجلس أمام "فرصة حقيقية لتدمير الأسلحة الكيميائية في سوريا بعد سنوات من العراقيل"، مرحبة بالتعاون الحالي بين الحكومة السورية والمنظمة الدولية. ودعت دمشق إلى "الاستمرار في التعاون بوتيرة أسرع"، مشددة على ضرورة طي هذا الملف نهائياً.
موقف فرنسا
أشار مندوب فرنسا إلى أن العملية الانتقالية في سوريا تمثل "فرصة جوهرية لنزع الأسلحة الكيميائية بشكل كامل". وشجع السلطات السورية على مواصلة التعاون مع المنظمة، معتبراً أن نظام الأسد "أخفى جوانب أساسية من برنامجه الكيميائي". وأكد استعداد المجتمع الدولي لدعم أي خطوات سورية جادة لتجاوز هذه الثغرات.
موقف الصين
أشاد مندوب الصين بالتعاون القائم بين سوريا ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، معتبراً أن استمرار هذا التعاون يعزز الثقة الدولية. وأشار إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية "تنتهك السيادة وتقوّض جهود المنظمة"، محذراً من أن استمرارها "يعقّد عملية التخلص من الأسلحة الكيميائية"، ودعا إسرائيل إلى وقفها فوراً.
موقف الجزائر
رحب المندوب الجزائري عمار بن جامع بالمندوب السوري الجديد وبالتقدم المحرز في التعاون السوري – الدولي. وأوضح أن دمشق قدمت خطة مفاهيمية في تموز الماضي لتدمير الأسلحة الكيميائية والتخلص منها، مطالباً الأسرة الدولية بدعم سوريا لتنفيذ هذه الخطة، ومشيراً إلى أن الجزائر "تشجب الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية التي تعرقل عمل المنظمة وتقوض جهودها".
موقف روسيا
رحب مندوب روسيا بالمندوب السوري الجديد، موضحاً أن دمشق "أتاحت فرصة لتوضيح كامل نطاق برنامجها الكيميائي". وأضاف أن الدور الذي قامت به قطر كقناة تواصل مع منظمة الحظر كان مفيداً، مؤكداً أن بلاده ستواصل دعم سوريا في جهودها الحالية.
موقف باكستان
رحب مندوب باكستان بالسفير علبي، مؤكداً أن إسلام آباد "تجدد دعمها لجهود تحقيق الاستقرار في سوريا، والحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها". وأشار إلى قلق بلاده "حيال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية"، موضحاً أنها تقوّض عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وأعلن أن باكستان تقدّر عالياً "تعاون الحكومة السورية مع منظمة الحظر من أجل القضاء الكامل على الأسلحة الكيميائية المشتبه بوجودها في سوريا".
يتضح من خلال كلمات المندوبين وجود إجماع على أهمية استمرار التعاون بين سوريا ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، مع دعوات أمريكية وأوروبية لتسريع وتيرة التخلص من المخزون السابق، فيما نبّهت الصين والجزائر وباكستان إلى أثر الاعتداءات الإسرائيلية على العملية. وبينما أكد المندوب السوري التزام بلاده بالعدالة ومنع التكرار، بدا أن المجتمع الدولي يترقب خطوات عملية تثبت أن "سوريا الجديدة" ماضية نحو مستقبل خالٍ من السلاح الكيميائي.