الثلاثاء, 14 أكتوبر 2025 06:44 PM

جدل حول إتلاف كتب النظام في جامعة حلب: صحفي يدعو إلى تحليلها بدلًا من حرقها

جدل حول إتلاف كتب النظام في جامعة حلب: صحفي يدعو إلى تحليلها بدلًا من حرقها

أثار الصحفي السوري محمد السلوم جدلاً بانتقاده حملة لطلاب الدراسات العليا في كلية الآداب بجامعة حلب، حيث جمع الطلاب كتبًا تعود إلى حقبة النظام البائد بهدف إتلافها. واعتبر السلوم هذا التصرف "ردة فعل انفعالية" لا تليق بمؤسسة أكاديمية، وتتعارض مع الدور العلمي والبحثي للجامعات.

في منشور له عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، أوضح السلوم أن "مهمة طلاب الدراسات العليا ليست التخلص من كتب النظام السابق، بل دراستها وتحليلها لفهم كيف بنت الديكتاتورية لغتها وأساليبها في الإقناع". وأضاف: "المعرفة لا تُحرق، بل تُفكّك وتُفهم حتى لا تعود أقوى بجهلنا بها".

وشدد الصحفي على أن المطلوب في المراكز العلمية هو التحليل وليس الإتلاف، داعيًا طلاب أقسام اللغة العربية والاجتماع والفلسفة والتاريخ إلى تحويل هذا الإرث إلى مادة بحثية تكشف آليات السلطة والدعاية التي استخدمها النظام لعقود. ويهدف ذلك، بحسب السلوم، إلى بناء وعي نقدي يحمي المجتمع من تكرار التجربة الاستبدادية.

يأتي موقف السلوم في سياق نقاش أوسع حول كيفية التعامل مع إرث النظام البائد في الجامعات السورية. ويرى السلوم أن إتلاف الكتب "ليس حلاً معرفيًا"، بل يفقد الباحثين فرصة لفهم جذور الاستبداد وأدواته الثقافية والإعلامية. وأشار إلى أن "الجامعات ليست ساحات للمحاسبة السياسية بل فضاءات للفهم والتفكيك".

واختتم السلوم منشوره بالتأكيد على أن "الانتصار الحقيقي على الفكر الاستبدادي لا يتحقق بإحراق الكتب أو طمس الرموز، بل عبر تفكيك الخطاب وكشف منطقه الداخلي وآليات تأثيره". ودعا إلى تحويل هذا الإرث الثقافي إلى أدوات تعليمية تساهم في دراسة كيفية بناء الديكتاتوريات وكيفية سقوطها.

مشاركة المقال: