الإثنين, 2 يونيو 2025 04:06 AM

حمص عطشى: تفاقم أزمة المياه يهدد حياة السكان مع استمرار النقص وتأخر الحلول

حمص عطشى: تفاقم أزمة المياه يهدد حياة السكان مع استمرار النقص وتأخر الحلول

تشهد مدينة حمص تفاقماً ملحوظاً في أزمة انقطاع المياه، مما أثار استياءً واسعاً بين السكان، خاصة مع عودة النازحين الذين يواجهون صعوبات جمة في تأمين احتياجاتهم الأساسية. الأزمة تتجاوز مجرد ضعف التغذية أو طول فترات الانقطاع، لتشمل غياب حلول جذرية تتناسب مع الزيادة السكانية وتراجع الموارد المائية.

حجم المشكلة وساعات القطع

مع استمرار انقطاع المياه لساعات طويلة قد تتجاوز 16 ساعة يومياً، أصبح الحصول على المياه تحدياً يومياً. وفقاً لمديرية مياه حمص، تتلقى أحياء مثل "جب الجندلي" و"الزهراء" و"العدوية" و"المهاجرين" المياه لفترات قصيرة تتراوح بين 4 و 5 ساعات يومياً، مما يعيق تعبئة الخزانات المنزلية، خاصةً تلك التي تعتمد على الضغط الطبيعي أو الكهرباء. السكان يشكون من ضعف الضغط الذي يمنع وصول المياه إلى الطوابق العليا، بينما تعجز الأسر ذات الدخل المحدود عن تركيب مضخات أو شراء خزانات كبيرة.

أكثر من 100 ألف نسمة تعاني في دير بعلبة

على الرغم من تفاقم الأزمة منذ سنوات، يرى السكان أن الاستجابة الرسمية غير كافية. في حي "دير بعلبة" الذي يقطنه أكثر من 100 ألف نسمة، أكد أحمد فهد ديب، عضو لجنة الحي الخدمية، أن الأهالي طالبوا مجلس المحافظة ومديريات الخدمات مراراً بإعادة تأهيل الآبار، لكن دون جدوى. وأشار إلى أن قلة المصادر المائية والضغط السكاني المتزايد بسبب عودة النازحين فاقم من استهلاك المياه.

صعوبة في شراء الخزانات

أصبحت الخزانات المنزلية ضرورة ملحة، لكن العديد من العائلات، خاصة العائدة من النزوح، تواجه صعوبة في شرائها بسبب ارتفاع الأسعار. أياد الرحيل، من سكان حي "جب الجندلي"، أوضح أن معظم السكان يعتمدون على خزانات قديمة أو صغيرة، وأن سعر خزان سعة 20 برميل يصل إلى 150 ألف ليرة سورية، بينما تحتاج بعض الأسر إلى خزانات أكبر، مما يشكل عبئاً مالياً كبيراً. ودعا إلى تأهيل محطة "عين التنور" التي تعاني من جفاف بسبب نقص الأمطار.

خمسة براميل بـ 50 ألف ليرة سورية في الريف

في الريف الشمالي لحمص، أفاد حازم زكور بأن سعر صهريج مياه سعة 5 براميل يتراوح بين 40 و 50 ألف ليرة، وهو مبلغ باهظ بالنسبة لمعظم العائلات. وأضاف أن غياب الدعم الفعلي من الجمعيات والهيئات يزيد من معاناة السكان، مطالباً بتأمين خزانات مياه مدعومة للأسر الأكثر احتياجاً.

أحياء تعاني وأخرى تغذيتها أفضل

تتفاوت معاناة الأحياء من أزمة المياه، حيث تعاني بعض الأحياء من ضعف البنية التحتية، بينما تتمتع أحياء أخرى بتغذية أفضل نسبياً لقربها من الآبار أو محطات الضخ. وأشار زكور إلى أن الحاجة إلى خزانات أكبر تبرز في المناطق التي تعاني من انقطاع مستمر للمياه أو في الأبنية ذات الطوابق العالية.

مبادرات مدنية وحلول مقترحة

في ظل غياب الحلول الحكومية الشاملة، بدأت مبادرات محلية لتقديم حلول جزئية، مثل جمع التبرعات لشراء خزانات وتوزيعها على الأسر المحتاجة، لكن هذه الجهود تبقى محدودة.

أزمة تحتاج إلى معالجة عاجلة

أزمة المياه في حمص تمثل تحدياً شاملاً يمس حياة آلاف المواطنين ويهدد استقرارهم. مع تزايد أعداد العائدين من النزوح وارتفاع معدلات الفقر وتراجع الموارد المائية، يجب وضع استراتيجية متكاملة لمعالجة الأزمة بمشاركة الحكومة المحلية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.

مشاركة المقال: