الخميس, 23 أكتوبر 2025 12:22 AM

قصص نجاح في ألمانيا: لاجئون سوريون يقودون حافلات ماينز ويسدون نقص السائقين

قصص نجاح في ألمانيا: لاجئون سوريون يقودون حافلات ماينز ويسدون نقص السائقين

في مدينة ماينز الألمانية، يشقّ مثنّى خضر طريقه بخبرة وثقة سائقًا للحافلة عبر الأزقة الضيقة، مع ابتسامة تعكس سعادته بعمله. يقول خضر: «أستمتع بعملي، فكل يوم يحمل لي شيئًا جديدًا». لم يكن خضر سوى لاجئ سوري قبل خمس سنوات، يفتقر إلى إتقان اللغة الألمانية وفرص العمل في مجال تخصصه. أما اليوم، فهو سائق حافلة رسمي لدى شركة النقل العام في ماينز (MVG)، وذلك بعد اجتيازه برنامج تدريب مكثف مكّنه من تغيير مساره المهني جذريًا.

يهدف برنامج “Momentum Mobilität” إلى تأهيل أفراد من خلفيات مختلفة، بمن فيهم اللاجئون، ليصبحوا سائقين محترفين، وذلك في محاولة لسد النقص الحاد في الكوادر الذي تعاني منه شركة النقل المحلية. يعبّر خضر، البالغ من العمر 30 عامًا، عن امتنانه لعمله الجديد الذي يمنحه الاستقرار المهني والمعيشي، بالإضافة إلى فرصة التواصل اليومي مع الناس. يفضل خضر الخط رقم 6 الذي يربط ماينز بمدينة فيسبادن عبر نهر الراين، حيث يستمتع بكل رحلة.

هيثم العبود، وهو أيضًا من سوريا، يمر حاليًا بمرحلة التدريب ويستعد لخوض امتحان القيادة قريبًا. يذكر العبود أن قيادة السيارات كانت هوايته منذ الصغر، وهو سعيد بتحويلها إلى مهنة تتيح له إعالة أسرته بطريقة شريفة ومستقرة. شارك في المشروع حتى الآن 59 شخصًا، بينهم 52 رجلاً و7 نساء، وقد أتم 26 منهم التدريب بنجاح ويعملون الآن كسائقين لحافلات MVG في ماينز.

أوضح فلوريان فيزيمان، مدير الشركة، أن المشروع ساهم بشكل فعال في حل أزمة نقص السائقين، مؤكدًا أن هذه الخطوة ضرورية للاستعداد للمستقبل، حيث من المتوقع أن يتقاعد حوالي 10% من السائقين الحاليين بحلول عام 2030. بينما يستعد الجيل القادم من السائقين للانطلاق، يؤكد مثنّى خضر أنه يرى نفسه خلف المقود لعقود قادمة، في مدينة أصبحت بالنسبة له وطنًا وفرصة جديدة للحياة.

مشاركة المقال: