لطالما كانت سوريا موقعًا متميزًا لتصوير العديد من الأعمال الدرامية، مستفيدة من تنوع طبيعتها ومعالمها المعمارية. إلا أن الحرب أدت إلى تدمير بعض مواقع التصوير، وجعلت الوصول إلى مواقع أخرى أمرًا خطرًا، مما اضطر شركات الإنتاج إلى بناء ديكورات بديلة في مناطق أكثر أمانًا، وهو ما رفع التكاليف، كما حدث في مسلسل «الزند» من إنتاج شركة «الصبّاح إخوان».
وقد تحولت الطبيعة المفتوحة وبعض المواقع الخارجية إلى عنصر جذب لرؤوس الأموال، لكن التوترات الأمنية المتواصلة، خصوصاً بعد سقوط النظام السوري السابق أواخر عام 2024، خلقت تحديات جديدة.
من بين هذه التحديات، الصعوبات التي واجهت تصوير مسلسل «البطل» للمخرج الليث حجو، حيث تزامن استكمال التصوير في الساحل السوري مع وقوع مجازر على يد فصائل مسلحة في مطلع آذار (مارس) الماضي، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في الأوساط الثقافية والشعبية.
وعلى الرغم من الظروف الأمنية غير المستقرة وأخبار عن توجه بعض شركات الإنتاج نحو بيروت، أعلنت وزارة الإعلام السورية في دمشق، بحضور الرئيس أحمد الشرع وعدد من الوزراء والفنانين، عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «المها الدولية» للمنتج الكويتي محمد سامي العنزي، لإنشاء مدينة للإنتاج الإعلامي تحت اسم «بوابة دمشق» بقيمة تقدر بأكثر من 1.5 مليار دولار.
وقد جرت مراسم التوقيع في «قصر الشعب»، في إطار جهود الحكومة الجديدة لإطلاق مسار «التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار».
وأوضح وزير الإعلام حمزة المصطفى أن المشروع «يشكل أول مدينة إنتاج إعلامي وسينمائي وسياحي متكاملة في سوريا»، مشيرًا إلى أن المدينة ستقام على مساحة تقارب مليوني متر مربع، وستضم استوديوهات خارجية بطابع عربي وإسلامي، وأخرى داخلية مجهزة بأحدث التقنيات.
كما أشار إلى أن المشروع سيوفر أكثر من 4 آلاف فرصة عمل مباشرة و9 آلاف فرصة موسمية، مضيفًا: «بوابة دمشق ستمنح الدراما السورية دفعة نوعية. نطمح لإنتاج 25 عملاً هذا العام لإثبات أن سوريا الجديدة ستكون تربة خصبة للإبداع» على الرغم من عدم تأكيد تصوير أي عمل درامي لموسم رمضان المقبل حتى تاريخ التوقيع.
ومع ذلك، من الضروري التذكير بأن مذكرات التفاهم لا تعتبر اتفاقيات ملزمة، بل تعبر فقط عن نوايا التعاون بين الأطراف، دون التزامات قانونية واضحة أو جداول تنفيذ دقيقة.
وهذا ما أكده رئيس مجلس إدارة «المها الدولية» محمد العنزي، قائلاً إن «المشروع يحتاج ما بين خمس إلى سبع سنوات لإنجازه بالكامل» دون تحديد موعد لبدء التنفيذ.