أميرة، شابة سورية طموحة من ريف دمشق، بدأت رحلتها من بيئة زراعية بسيطة لتصبح رائدة في مجال الزراعة المستدامة. بعد إكمال تعليمها الثانوي، وجدت أميرة نفسها كربة منزل قبل أن تكتشف شغفها بعالم الزراعة المتخصصة، وتحديدًا زراعة الفطر.
في عام 2015، لفت انتباهها إعلان عن دورة تدريبية في زراعة الفطر، وهي فكرة كانت تعتبر جديدة في سوريا. وتقول أميرة لـ "زمان الوصل" إن حبها للزراعة ورغبتها في أن تكون امرأة فاعلة في مجتمعها دفعاها لخوض هذا التحدي.
بعد دراسة متطلبات زراعة الفطر، مثل توفير مكان معزول ومصادر طاقة لضبط الحرارة والرطوبة، بدأت مشروعها في عام 2016 بزراعة الفطر المحاري في مساحة صغيرة. الفطر المحاري (Oyster mushroom) يعتبر من أكثر الفطريات الصالحة للأكل انتشارًا في العالم.
واجهت أميرة صعوبات عديدة، لكنها لم تستسلم. تعلمت من تجربتها، ودرست الأمراض التي تصيب الفطر، وجربت طرقًا مختلفة حتى تمكنت من تحقيق الإنتاج الأول. كان طعم الفطر لذيذًا، لكن طعم النجاح كان ألذ.
بدعم من عائلتها وفريق عملها، وبإصرارها على تحقيق أهدافها، وصلت أميرة إلى إنتاج 2 طن شهريًا، على الرغم من أن الطاقة الإنتاجية الكاملة لم تستغل بعد. تبلغ مساحة المشروع الحالية 500 متر مربع، وهي قابلة للتوسع. وأشارت إلى أن مشروعها لا يستهلك كميات كبيرة من المياه، حيث يحتاج كل متر مربع إلى لتر ماء واحد فقط، وينتج حوالي 25 كغ من الفطر في دورة زراعية تستغرق شهرين. بعد ذلك، يتم غسل وتعقيم الغرفة لإعدادها لدورة جديدة.
تطمح أميرة إلى تحقيق دورة إنتاج مستمرة في السنوات القادمة لتلبية حاجة السوق المحلي وتصدير الفائض، وضمان عدم حدوث أي نقص في الفطر. كما تسعى إلى تدريب الشباب والنساء على زراعة الفطر لتمكينهم اقتصاديًا واجتماعيًا، والمساهمة في تحسين مستوى المعيشة وخلق فرص عمل جديدة.
بالإضافة إلى ذلك، تسعى أميرة إلى نشر الوعي الصحي حول فوائد الفطر، لما له من خصائص طبية، فهو يخفض الدهون، ويحارب الأورام والفيروسات، وينظم ضغط الدم، ويقوي المناعة. بذلك، تأمل أن تساهم في بناء مجتمع أكثر صحة واستقلالًا من خلال مشروع صحي، بيئي، ومستدام.
فارس الرفاعي - زمان الوصل