كشفت مصادر محلية لـ "زمان الوصل" عن انخراط عدد من الأفراد الذين عملوا لسنوات في صفوف ميليشيا الدفاع الوطني في مركز منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بحي الزاهرة في دمشق، مما يثير تساؤلات حول آليات التوظيف والمساءلة داخل هذه المؤسسة الإنسانية.
وبحسب المعلومات التي حصل عليها فريق التقصي في "زمان الوصل"، فإن بسام حمود الصالح، من منطقة الحرمون بريف دمشق، ورامي إياد عويضة وشقيقه رواد عويضة من محافظة السويداء، يشغلون حالياً وظائف في المركز المذكور. وتظهر الوثائق أن بسام حمود الصالح، من مواليد 9 تموز 1977، التحق بميليشيا الدفاع الوطني في حي التضامن بتاريخ 6 كانون الأول 2013، حيث تولى مهمة رامي رشاش دوشكا.
أما رامي عويضة، من مواليد 1 نيسان 1986، فقد انضم إلى الميليشيا بتاريخ 1 كانون الأول 2013، وتولى قيادة الجماعة الثانية التابعة لسرية "باسل عيسى"، التي كان يقودها حكمت محمد إبراهيم، المعروف بـ "أبو علي حكمت"، والذي لا يزال متوارياً عن الأنظار منذ تحرير سوريا من نظام الأسد. وانضم شقيقه رواد، من مواليد 1 أيار 1989، إلى صفوف الميليشيا في حي التضامن بتاريخ 26 كانون الأول من العام ذاته.
وأكد شهود عيان من حي التضامن لـ "زمان الوصل" تورط الشقيقين رامي ورواد في انتهاكات بحق المدنيين، بما في ذلك عمليات إخفاء قسري، وكان من بين الضحايا نساء. وأفاد الشهود بأنهما عملا تحت قيادة صالح إبراهيم الراس، المعروف بـ "أبو منتجب"، أحد أبرز قادة ميليشيا الدفاع الوطني، والمتهم بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق وجرائم حرب إلى جانب أمجد اليوسف، التابع للمخابرات العسكرية في نظام الأسد البائد.
وفي شهادة أخرى، أفاد أحد المدنيين بأن رامي ورواد قاما بسرقة أثاث منزله بعد سيطرة قوات النظام على الجزء الجنوبي من حي التضامن منتصف عام 2018. وتشير مصادر ميدانية إلى أن رواد عمل منذ عام 2021 وحتى سقوط النظام، ضمن صفوف ميليشيا إيرانية طائفية في محافظة دير الزور.
وتفيد المعلومات بأن الأشخاص المذكورين انتقلوا للعمل في مركز الهلال الأحمر بحي الزاهرة بعد سقوط النظام مباشرة، في محاولة للإفلات من المحاسبة. ويقيم رامي وشقيقه في المركز منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بعد تداول أنباء عن ورود شكاوى بحقهما، ويسعيان حالياً إلى إدراج اسميهما ضمن إحدى قوافل المساعدات المتجهة إلى محافظة السويداء، بهدف الانضمام إلى ميليشيا "قوات الحرس الوطني" التابعة للهجري.
وتفيد المعلومات بأن تنسيق الشقيقين يتم عبر رائد الدبس، القائد السابق للفصيلة الثانية في سرية "باسل عيسى"، التي عملا فيها سابقاً. وكان الدبس قد توجه إلى محافظة السويداء في الشهور الأخيرة، وظهر مؤخراً في مقطع فيديو يؤكد انضمامه إلى ميليشيات الهجري.
زمان الوصل