أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان وسوريا، توماس باراك، الأربعاء، أن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية يمثل "قراراً حكومياً" وقانوناً نافذاً.
وشدد على أن تحقيق الاستقرار في لبنان هو مسؤولية الدولة نفسها، مؤكداً أنه "لن يساعد فيه أحد".
جاءت تصريحات باراك خلال مؤتمر صحفي عقده عقب لقائه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي ببكركي، شمال بيروت.
وخاطب باراك الحكومة اللبنانية قائلاً: "الاستقرار أمر أساسي، ولن يأتي أحد لمساعدتكم"، مشدداً على ضرورة تطبيق القانون الذي ينص على حصر السلاح بيد الدولة.
وأردف قائلاً: "المطلوب قرار من الحكومة لحصر السلاح ووقف الاعتداءات".
كما لفت إلى أهمية الحوار من أجل "سحب سلاح كل المليشيات في لبنان"، مشيراً إلى الجماعات التي تحمل السلاح دون تحديد هويتها.
وأضاف: "على الحكومة اتخاذ قرار بشأن ما تريد فعله (في إشارة إلى سن قرار حصر السلاح في يد الدولة)، ومن جانبنا، يمكننا تأمين الأمل والدعم من دول الجوار والعالم".
وفي المقابل، اشترط المبعوث الأمريكي أن يرافق هذا الدعم الدولي "استقرار" في لبنان.
وشدد على أن "الاستقرار ضروري، وليس فقط الولايات المتحدة تريد مساعدة لبنان، بل أيضاً الخليج ودول الجوار، ولكن من أجل مساعدة اللبنانيين على تحقيق الاستقرار".
على صعيد آخر، أشار المبعوث الأمريكي إلى وجود "مشكلات" تعيق التطبيق الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، دون تحديد طبيعة هذه المشكلات.
وأوضح أن هناك "وجهات نظر متعددة في هذا المجال"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
يذكر أنه منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 258 شخصاً وإصابة 562 آخرين، وفقاً لإحصاء للأناضول استناداً إلى بيانات لبنانية رسمية.
وكان قد تم التوصل إلى هذا الاتفاق عقب العدوان الإسرائيلي على لبنان في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص وإصابة نحو 17 ألفاً.
ومنذ حربها الأخيرة في 2023، تحتل إسرائيل 5 تلال لبنانية جنوبية في تحدٍ لاتفاق وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى مناطق لبنانية أخرى تحتلها منذ عقود.
والاثنين، قال باراك في مقابلة متلفزة تابعها مراسل الأناضول، إن "المطلوب اليوم هو إزالة التحديات التي تعيق تطبيق هذا الاتفاق، والبحث في سبل إصلاحه لتأمين الاستقرار".
ويختتم باراك اليوم زيارته إلى لبنان التي استمرت 4 أيام، تسلم خلالها من الرئيس جوزاف عون، رد بيروت على مقترح واشنطن بشأن نزع سلاح "حزب الله" وانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب البلاد.
وتركز رد بيروت، حسب بيان للرئاسة اللبنانية، الاثنين، على "الضرورة الملحة لإنقاذ لبنان عبر بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية دون سواها، وحصر السلاح في قبضة القوى المسلحة (الجيش) وحدها، والتأكيد على مرجعية قرار الحرب والسلم لدى المؤسسات الدستورية"، دون الكشف عن كامل مضمون الرد.
وفي 4 يوليو/ تموز الجاري، قال الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم: "على مَن يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها، المطالبة أولا برحيل العدوان (إسرائيل)، لا يُعقل ألا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه".